جاءت فئة «الحريصون المدبرون» ثانياً في ما يتعلق بالسلوك المالي، بنسبة 26 في المئة، إذ إن الأشخاص من هذه الفئة يشعرون بالقلق تجاه مصروفات الحياة المتزايدة ويخططون لإدارتها وتوفير ما يلزم إلى الطوارئ. كما أن عليهم مجموعة من الضغوط والالتزامات الاجتماعية التي تدفعهم إلى الإنفاق، ويشعرون بالقلق تجاه غلاء الأسعار وينفقون أموالهم بحذر شديد، ويؤمِنون عادة بمعتقدات اجتماعية متحفظة وبضرورة التخطيط المحكم للموارد المالية، وأنه الحل لجميع المشكلات المالية. وكشفت نتائج الدراسة أن معظم فئة «الحريصين المدبرين» يسكنون مدينة جدة، وينتمون إلى الطبقات الاجتماعية المتوسطة. كما أن الغالبية العظمى من أفراد هذه الفئة من الشباب الذين تراوح أعمارهم بين 20 و29 عاماً، ومعظم الأشخاص من هذه الفئة، (نحو الثلثين)، يشعرون بالضغوط الاجتماعية التي تدفعهم إلى الإنفاق، وهم غير قادرين على توفير المال، وهؤلاء «الحريصون المدبِّرون» لا يشعرون بالرضا عن مستوى ادِّخارهم، ولأنهم يعيشون على حد الكفاف، فهم غير قادرين على الإنفاق بكثرة على رفاهيات الحياة مثلما يفعل أصدقاؤهم الأثرياء، وجميع الأشخاص من هذه الفئة بصعوبة بالغة يمكنهم الادِّخار من دخولهم، إذ إن نحو نصف المجيبين من هذه الفئة يدَّخِرون نحو 10 في المئة من دخل المنزل «الأسرة» أو أقل من ذلك. بينما نحو ثلث المجيبين غير قادرين على الادِّخار إطلاقاً، وبما أن هؤلاء الأشخاص يخططون لنفقاتهم بعناية، فإنهم يفضلون أن يكون لديهم ذلك الشخص الذي يرشدهم إلى الأساليب الأفضل للادِّخار.