أشارت تحليلات صادرة في أعقاب إبرام شركة "ديل" المصنعة لأجهزة الكومبيوتر، أول من أمس (الإثنين)، أكبر صفقة على الإطلاق في قطاع التقنيات لشراء شركة "إي أم سي" لتخزين البيانات، إلى أن ذلك سيجعل "ديل" أكثر قدرة على منافسة شركات مثل "أتش بي" و"آي بي أم"، لكنه لن يزلزل سوق التكنولوجيا وخصوصاً قطاع تخزين البيانات الذي تسيطر عليه تدريجياً تقنية "cloud". وترى "ديل"، التي خسرت الكثير من حصتها في سوق التكنولوجيا نتيحة المنافسة مع "أتش بي" و"آي بي أم"، أن هذه الصفقة توفر للمستهلكين ما ينشدونه من دمج لمنتجات عدة في منتج واحد. وقال المؤسس والمدير التفيذي للشركة مايكل ديل: "نعتقد بأن الزبائن يفضلون بدرجة أكبر هذا النوع من المنتجات". وأشار المحلل في "آي دي سي" كروفورد ديل بيين إلى أن الصفقة تعطي الشركة قوة إضافية لفرض الأسعار في السوق"، لافتاً في الوقت نفسه إلى أن "الشركات المنافسة الأخرى التي تواجه الصعوبات نفسها التي تواجهها ديل، لديها مرونة في الأسعار لأنها تملك منتجات جيدة أيضاً". وأوضح محللون آخرون أن مايكل ديل يستفيد من تحول شركته في العام 2013 من شركة عامة إلى خاصة للتخلص من ضغوط الأرباح الفصلية، لإحداث تغيير نوعي ينقلها من شركة للإلكترونيات إلى شركة عملاقة للإجهزة والخدمات، في وقت يشهد قطاع التكنولوجيا ثورة جديدة، فيما ترزح الشركات المنافسة الأخرى تحت خطر التفتت لتلبية رغبة المستثمرين، الذين يفضلون الاستثمار في قطاعات محددة، ولفسح الطرق أمام إلغاء الإدارات العامة وتكوين إدارات متخصصة. من جهة أخرى، يعتقد بعض المحللين بأن الخطوة التي اتخذتها "ديل" تفسح لها المجال للمنافسة في شكل أكبر في قطاع خزن البيانات، لكنها في الوقت ذاته تجعلها سمكة في بركة آخذة بالانحسار"، في إشارة إلى أن قطاع حفظ البيانات الذي تتخصص فيه "إي أم سي" يتقلص بسبب اتجاه المستهلكين إلى استعمال تقنية "cloud" التي تديرها مراكز بيانات كبيرة تابعة إلى "غوغل" وأمازون" وشركات أخرى. ويرى هؤلاء المحللون أن "ديل" مضطرة لتحمل أعباء تنظيم شركة كبيرة ومترامية مثل التي استحوذت عليها وربطها بنظامها.