أعلن مصدر عسكري عراقي استهداف موكب زعيم تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) أبو بكر البغدادي أول من أمس (الأحد)، أثناء توجهه إلى اجتماع في منطقة الكرابلة على الحدود العراقية - السورية. وأشار المصدر إلى أن العملية جرت «وفق معلومات استخباراتية دقيقة من قبل خلية الصقور، وبالتنسيق المباشر مع قيادة العمليات المشتركة»، مؤكداً «قصف مكان الاجتماع وقتل وجرح الكثير من قيادات التنظيم»، وأن وضع البغدادي ما زال مجهولاً. وهذه ليست المرة الأولى التي يعلن فيها عن إصابة البغدادي. اذ تعرض زعيم التنظيم المتطرف للإصابة في تشرين الأول (أكتوبر) من العام 2014 إثر غارات من قبل الجيش العراقي وقوات التحالف التي تقودها الولاياتالمتحدة. وقالت وزارة الداخلية العراقية آنذاك أن الغارات أدت إلى إصابة البغدادي وقتل عدد من كبار القادة في «داعش». وأكد ناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية العملية آنذاك، وقال إن الاستهداف تم في موقع يبعد 400 كيلومتر عن بلدة القائم على الحدود العراقية - السورية. لكن زعيم التنظيم خرج بعد أيام في تسجيل صوتي ليؤكد أنه ما زال على قيد الحياة. وكانت المرة الثانية التي أعلن فيها عن إصابة البغدادي 18 آذار (مارس) من العام الحالي، حين كشف مصدر عراقي أن زعيم «داعش» أصيب بجروح خطيرة قد تودي بحياته، في غارة لقوات التحالف الدولي. وكشفت المصادر حينها، أنه بعد إصابة البغدادي اجتمعت قيادات «داعش» في شكل عاجل لاختيار خليفته، بعد ما ساد اعتقاد في البداية أنه سيموت. وأكّد ديبلوماسي غربي ومستشار عراقي آنذاك الغارة التي استهدفت البغدادي، وقالا إنها تمت في منطقة آل البعاج قرب قرية أم الروس، في محافظة نينوى العراقية بالقرب من الحدود السورية. وفي مرات عدة أعلن عن إصابة البغدادي، مرة في كانون الأول (ديسمبر) 2014، ومرة في كانون الثاني (يناير) من العام الحالي. لكنها بقيت مجرد إشاعات أثبت التنظيم عدم صحتها عبر تسجيلات صوتية. وكان البغدادي بويع «خليفة للمسلمين» بعد إعلان تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) «قيام الخلافة الإسلامية» في 29 حزيران (يونيو) من العام 2014. وقال الناطق باسم «داعش» أبو محمد العدناني وقتها، في تسجيل صوتي، إن «الدولة الإسلامية مُمثّلة بأهل الحلّ والعقد فيها، من الأعيان والقادة والأمراء ومجلس الشورى، قررت إعلان قيام الخلافة الإسلامية، وتنصيب خليفة دولة المسلمين، ومبايعة الشيخ المجاهد أبو بكر البغدادي، فقبل البيعة، وصار بذلك إماماً وخليفة للمسلمين». ويذكر أنه بعد كل إعلان عن إصابة زعيم التنظيم المتطرف، ينشر تسجيل صوتي له ينفي إصابته أو تأثره بها إن كانت صحيحة، ويؤكد استمرار نهج «الخلافة» وعملياتها على مساحة واسعة من العراق وسورية، الأمر الذي يجعل المراقبين يتوقعون نشر تسجيل صوتي للبغدادي في الأيام المقبلة.