وصل الرئيس السوداني عمر حسن البشير الى الجزائر أمس، في زيارة تستمر ثلاثة أيام، قالت مصادر جزائرية انه ستجري خلالها مناقشة الملف الليبي، فيما أشار مسؤول سوداني الى اتفاق البلدين على «ضرورة ضمان استقرار ليبيا ووحدتها الإقليمية»، إضافة الى توافق «حول عديد من القضايا الأخرى». وأعلنت الرئاسة الجزائرية أن القمة بين البشير والرئيس عبدالعزيز بوتفليقة «ستتيح لرئيسي البلدين تبادل وجهات النظر حول المسائل الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، لا سيما الرهانات التي تواجهها الأمة العربية، من أجل تعزيز وحدتها وتأكيد حقوقها وكذلك الحفاظ على السلم والأمن في أفريقيا». وأضاف البيان انه «في ظل توجيهات الرئيسين بوتفليقة والبشير، سيغتنم وفدا البلدين الفرصة لدراسة فرص التعاون بين عدد من القطاعات، والشراكات الاقتصادية القائمة بين الجزائر والسودان». وترفض الجزائر ملاحقة المحكمة الجنائية الدولية ضد الرئيس السوداني، وهي عبرت منذ سنوات عن رفضها ما سمته «الكيل بمكيالين في قرارات المحكمة». ويعتقد أن الجزائر تعول على البشير في تعزيز دورها في الملف الليبي كراعية لحوار دولي. ولفتت الرئاسة الجزائرية الى أن ملفات تعزيز السلم والأمن في أفريقيا ورهانات الأمة العربية، في صلب أجندة زيارة الدولة التي يقوم بها البشير، وأنه و «في ظل توجيهات الرئيس بوتفليقة ونظيره السوداني سيغتنم وفدا البلدين هذه الفرصة لدراسة فرص التعاون في قطاعات عدة والشراكة الاقتصادية القائمة بين الجزائر والخرطوم». وكان الرئيس بوتفليقة عبر في رسالة بعث بها الى نظيره السوداني في آذار (مارس) الماضي، لمناسبة التوقيع على وثيقة إعلان المبادئ لسد النهضة الإثيوبي، عن «بالغ ارتياحه لعلاقات الأخوة المتينة التي تربط بين البلدين الشقيقين والتعاون الثنائي الوثيق القائم بينهما»، مؤكداً حرصه على «تعزيزه وتطويره في المجالات كافة». وأشاد الرئيس السوداني ب «مواقف الجزائر والجهود التي تبذلها لضمان استتباب الأمن والإستقرار في المنطقة»، وذلك خلال استقباله لرئيس المجلس الشعبي الوطني محمد العربي ولد خليفة الذي مثل الرئيس الجزائري في مراسم تنصيب البشير رئيساً للسودان لولاية ثانية في بداية حزيران (يونيو) الماضي. وفي السياق ذاته، أكد السفير السوداني لدى الجزائر عصام عوض متولي ان العلاقات بين البلدين «تتميز بتقارب في وجهات النظر حول القضايا الإقليمية والدولية كملف القضية الفلسطينية وحول ضرورة ضمان استقرار ليبيا ووحدتها الإقليمية وحول عديد من القضايا الأخرى». وذكر الديبلوماسي السوداني أن الجزائر «تؤدي دوراً رائداً في المنطقة بفضل ديبلوماسيتها المحنكة التي قادت ببراعة الوساطة الدولية المتعلقة بالمفاوضات بين الماليين». وفي ما يتعلق بالعلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين، أوضح السفير السوداني أنها تسجل «ديناميكية ملحوظة شيئاً فشيئاً»، مؤكداً أن الاجتماع المزمع قبل نهاية السنة الجارية للجنة المختلطة بين البلدين سيعمل على «تعزيز روابط التعاون والارتقاء بها إلى أعلى المستويات» ويتعلق الامر كما قال ب «مشاريع كفيلة بتكثيف الاستثمارات الجزائرية في بلاده.