أقدم انتحاري من حركة «طالبان» على تفجير سيارة مفخخة بموكب لحلف شمال الأطلسي خلال فترة الازدحام في كابول أمس، ما أكد تصاعد الاضطرابات في أفغانستان، بعد أسبوعين على استيلاء الحركة على مدينة قندوز الشمالية. ونجمت عن التفجير سحابة دخان كثيف في سماء العاصمة الأفغانية، فيما انقلبت سيارة مدرعة في موكب «الأطلسي» وأعلن أن ثلاثة أشخاص أصيبوا بجروح. وتوجه عدد كبير من سيارات الإسعاف التي أطلقت العنان لصفاراتها بعيد الانفجار إلى مكان الاعتداء الذي كان مغطى بالحطام، وسارعت قوات الأمن إلى تطويق المنطقة. وقال عبد الرحمن رحيمي قائد شرطة كابول إن التفجير في منطقة جوي شير في كابول لم يتسبب في سقوط قتلى لكن ثلاثة أشخاص أصيبوا بجروح طفيفة. وأضاف: «صدم مهاجم انتحاري يقود سيارة كورولا عربة مصفحة تابعة للقوات الأجنبية فانفجرت سيارته. ونتيجة للانفجار ألحقت أضرار كبيرة بالعربة المصفحة. لحسن الحظ لم يسقط قتلى بين أفراد القوات الأجنبية أو المدنيين الأفغان. فقط أصيب ثلاثة أشخاص بجروح طفيفة». وأوضحت لقطات تلفزيونية سيارة مدرعة من قافلة بريطانيا على أحد جانبيها في الوقت الذي أغلقت قوات الأمن الأفغانية الشارع في حي جوي شير بالمتاريس. وأعلن الناطق باسم حركة «طالبان» ذبيح الله مجاهد مسؤوليتها عن الهجوم. وقال: «تعرض موكب لقوات أجنبية لهجوم انتحاري شنه مجاهدونا في منطقة جوي شير في كابول». وأضاف إن «اثنتين من آلياتهم (الأجانب) أصيبتا بأضرار وأن جميع الذين كانوا فيهما قتلوا». ويأتي الهجوم على خلفية اضطراب شديد على الصعيد العسكري في أفغانستان. وتمكن متمردو «طالبان» من السيطرة على مدينة قندوز الاستراتيجية في شمال البلاد خلال ساعات فقط في أواخر أيلول (سبتمبر) الماضي. وتشكل هذه السيطرة، ولو أنها لم تستمر سوى بضعة أيام، أكبر انتصار للحركة منذ سقوط نظامها في 2001، ونكسة كبيرة أيضاً للرئيس أشرف غني الذي يتولى الحكم منذ سنة. ولم تتصد قوات الأمن الأفغانية إلا بمقاومة ضعيفة تكشف عن الصعوبات الكثيرة التي تواجهها لاحتواء المقاتلين الإسلاميين. وشن الجيش الأفغاني الذي يستفيد من دعم جوي للحلف الأطلسي هجوماً مضاداً واسع النطاق لاستعادة قندوز. لكن هذه المدينة لم تكن على ما يبدو الهدف الوحيد ل»طالبان» الذين وسعوا أيضاً عملياتهم إلى ولايات بدخشان وبغلان وتخار. ولم يعد في وسع الجيش الأفغاني الذي يواجه صعوبات كثيرة، الاعتماد على دعم من الحلف الأطلسي على الأرض. ومنذ انتهاء مهمته القتالية، يكتفي الحلف الأطلسي بمهمات استشارية وتدريبية. إلا أن التحالف يتعرض لانتقادات دولية حادة بسبب القصف الأميركي في الثالث من تشرين الأول (أكتوبر) لمستشفى «أطباء بلا حدود» في قندوز وأسفر عن 22 قتيلاً على الأقل. وقدم الرئيس الأميركي باراك أوباما تعازيه إلى «أطباء بلاد حدود» الأربعاء، وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية السبت أن الولاياتالمتحدة ستقدم تعويضات إلى جميع ضحايا ذلك القصف.