غيب الموت امس رئيس «الكتلة الشعبية»، ابن مدينة زحلة البقاعية، الوزير والنائب السابق الياس سكاف عن 67 عاماً في مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت التي أدخل إليها قبل أسابيع لتدهور صحته خصوصاً أنه كان خضع لعلاج من مرض عضال أصابه قبل زهاء سنتين. ولد سكاف، وهو ابن النائب والوزير الراحل جوزيف سكاف ووريثه سياسياً، في 11 تشرين أول (أكتوبر) عام 1948 في قبرص، وعاش طفولته في نيوزيلندا. وعاد إلى لبنان بعمر ال16 وتلقى تعليمه الثانوي في مدرسة شارل سعد في الشويفات، وفي عام 1975 تخرج من كلية الهندسة الزراعية في الجامعة الأميركية. تميز سكاف مثل والده بزعامته الشعبية وبقربه من الناس ومعايشة أوضاعهم ومطالبهم الحياتية. وكان مثل أبيه أقوى زعماء الطائفة الكاثوليكية الصغيرة الحجم في التركيبة السياسية اللبنانية التقليدية، والتي تعد مدينة زحلة «عاصمتها». بعد وفاة والده عام 1991، ترشح للانتخابات النيابية عن دائرة البقاع، وانتخب نائباً عن البقاع في دورتي أعوام 1992 و1996، ثم نائباً عن زحلة في دورتي 2000 و2005. ولم يحالفه الحظ في انتخابات عام 2009 حين خسر أمام النائبين نقولا فتوش وأنطوان أبو خاطر. عين وزيراً أكثر من مرة، للصناعة من 17 نيسان (أبريل) 2003 حتى 26 تشرين الأول (أكتوبر) 2004 في حكومة الرئيس رفيق الحريري، في عهد الرئيس إميل لحود. ثم للزراعة حتى 19 نيسان 2005 في حكومة الرئيس عمر كرامي في عهد لحود أيضاً. وللزراعة من 11 تموز (يوليو) 2008 حتى 9 تشرين الثاني (نوفمبر) 2009 في حكومة الرئيس فؤاد السنيورة في عهد الرئيس ميشال سليمان. طاولة الحوار وشارك سكاف كممثل عن طائفة الروم الكاثوليك والكتلة الشعبية في طاولة الحوار الذي دعا إليها رئيس المجلس النيابي نبيه بري في آذار (مارس) 2006، وشارك بعدها في جميع طاولات الحوار والتشاور التي تمت منذ ذلك الوقت حتى خروجه من المجلس النيابي عام 2009، كما شارك بالتوقيع على اتفاق الدوحة في أيار (مايو) 2008. وكان سكاف تحالف عام 2005 مع «التيار الوطني الحر»، وفي 2008 شارك في تأسيس «اللقاء الوطني المسيحي» مع رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» النيابي ميشال عون ورئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية وعدد من السياسيين. والراحل متزوج من ميريام جبران طوق، ولهما ولدان: جوزيف وجبران.