تستعد مدينة زحلة البقاعية اللبنانية اليوم لاستقبال البطريرك الماروني نصرالله صفير، لتكريس كاتدرائية مار مارون في كسارة، في احتفال يرعاه رئيس الجمهورية ميشال سليمان ويشارك فيه رئيسا المجلس النيابي ومجلس الوزراء ووزراء ونواب منطقتي زحلة والبقاع الغربي. وتأتي الزيارة بعد 73 سنة على استقبال المدينة للبطريرك الماروني انطوان عريضة. وارتفعت في شوارع المدينة وعلى مداخلها صور للبطريرك صفير ولافتات ترحب به. واعتبر رئيس اساقفة زحلة المارونية المطران منصور حبيقة «ان الزيارة وعلى رغم انها دينية وراعوية ولكنها ليست كالزيارات الراعوية التي كان البطريرك يقوم بها في الماضي وتدوم اياماً عدة، انما هي زيارة قصيرة وستوفر للبطريرك لقاء سريعاً مع مستقبليه في محطات اهمها ساحة زحلة ومقام السيدة العذراء». وأوضح حبيقة أن الدعوات الى الرسميين «وجهت على اساس النطاق الديني والرسمي لأبرشية زحلة والبقاع التي تضم قضاءي زحلة والبقاع الغربي من دون سواهما». وتشي اللافتات المعلقة بمحاولة استثمار سياسي من قبل القوى المتنافسة في المنطقة ولا سيما في زحلة للزيارة، فالوزير السابق الياس سكاف اجرى اتصالات تحضيرية لزيارة البطريرك الماروني الى زحلة، فزاره منذ اسبوعين في بكركي برفقة زوجته مريام ورئيس وأعضاء المجلس البلدي الفائز في الانتخابات البلدية وجرى الاتفاق على تسليمه مفتاح المدينة. وأبدت كتلة نواب زحلة انزعاجها من طريقة تعاطي سكاف مع برنامج الزيارة التي ستختصر بكلمة ترحيبية بالبطريرك يلقيها رئيس البلدية جوزف المعلوف المقرب من سكاف مع تسليم مفتاح المدينة، وكان نواب في الكتلة و «القوات اللبنانية» و «الكتائب اللبنانية» حاولوا ان يضمنوا البرنامج الرسمي تقديم دروع تقديرية لصفير الا ان الأمر ووجه برفض من المنظمين «كي لا يسيّس الموضوع». وتولت عائلة الرئيس الراحل الياس الهراوي المشاركة في تنظيم الاستقبال الرسمي داخل الكاتدرائية التي ترتفع عند مدخلها لوحة اعلانية تشير الى جهود الراحل في انشاء وتدشين هذه الكاتدرائية، ومن المقرر ان يزور صفير منزل الرئيس الهراوي في حوش الأمراء لتبريكه. وعبر النائب ايلي الماروني عن مفاجأته باهتمام سكاف بهذه الزيارة «وهو الذي وجه انتقادات عديدة الى البطريرك، لكننا سررنا لهذا التغيير لأنه أدرك اليوم ما كنا أكدنا عليه منذ البداية وهو الخط الوطني»، معتبراً ان سكاف «يحاول اليوم استثمار زيارة البطريرك للكسب الشعبي على كل المستويات». ونفى علمه بمدى مشاركة «التيار الوطني الحر» لأنه لا يملك معطيات. في المقابل، أكد عضو كتلة «نواب زحلة» جوزف معلوف «ان زيارة البطريرك راعوية بامتياز بعيداً من أي طابع سياسي، ونواب زحلة سيواكبونه في كل خطواته». وتمنى معلوف «ألا تسيّس الزيارة»، مشيراً الى «أن النائب السابق الياس سكاف يحاول الإيحاء بأنه من نظم الزيارة ونشر لافتات في المدينة تدعو الى الحشد ما ازعج الأهالي»، مؤكداً «أن ممثلي الرؤساء الثلاثة سيكونون في الاستقبال الى جانب نواب ووزراء سابقين وفاعليات زحلية». ويصل صفير في التاسعة صباحاً الى بلدة المريجات، ثم يقام له استقبال على مفترق زبدل - قب الياس، بعدها استقبال في تعلبايا ثم لقاء رسمي في ساحة سراي زحلة وتسليم مفتاح المدينة، ثم زيارة الى حوش الأمراء - كنيسة مار الياس، ومنزل الرئيس الهراوي، ثم يقام قداس في الكاتدرائية الجديدة في كسارة، فغداء رسمي في المطرانية المارونية، والختام بزيارة سيّدة زحلة.