تبادلت المحكمة الدستورية في تركيا وحكومة حزب «العدالة والتنمية» المنبثقة عن التيار الاسلامي الاتهامات في شأن الإساءة الى الديموقراطية، تمهيداً لمواجهة جديدة مرتقبة بينهما، فيما قاد الجنرال سالديراي بيرك، المتهم الأول بالمشاركة في مخطط الانقلاب على الحكومة العام 2003، تدريبات أجرتها القوات المسلحة شرق البلاد. وأبدى رئيس المحكمة الدستورية هاشم كيليتش الذي يتهم غالباً بأنه مقرب من الحزب الحاكم، قلقه من أن تضطر المحكمة إلى البت في تعديلات يريد الحزب الحاكم طرحها على البرلمان نهاية الشهر الجاري، وصولاً الى رفضها والغائها باعتبارها لم تحصل عبر توافق واسع. وقال لصحيفة «حرييت»: «يجب ان تأخذ الحكومة في الاعتبار كل الآراء في شأن التعديلات الدستورية المهمة والتي لا يمكن فرضها كأمر واقع»، معتبراً أن تقدم تركيا على طريق دولة القانون والديموقراطية «يحصل بأكبر الأضرار، على رغم احراز تقدم في ظل حكم العدالة والتنمية والدعم الشعبي للاصلاحات». وطالب كيليتش بضمان حقوق المعارضين ل «تفادي ابتلاع طبقات من المجتمع»، في وقت دعا الرئيس عبد الله غل زعماء المعارضة إلى محادثات يتوقع أن تركز على الاصلاحات. وأكد ضرورة الحفاظ على استقلال القضاء، في وقت أبدت الحكومة برئاسة رجب طيب اردوغان نيتها طرح تعديل قانوني يمنحها سيطرة أكبر على الهيئة العليا للقضاة المعنية بتعيينات القضاة وترقيتهم، وهو ما تعتبره المعارضة «تسييساً سافراً» للقضاء. ورد رئيس لجنة صوغ الدستور في البرلمان برهان كوزو، النائب عن حزب «العدالة والتنمية»، بتأكيد تصميم حزبه على طرح التعديلات، واحتمال عرضها على استفتاء شعبي في حال لم تحصل على دعم كافٍ لاقرارها في البرلمان. وقال: «لا بد من آلية تلجم سيف مدعي عام المحكمة الدستورية عبد الرحمن يالتشن قايا الذي بات يهدد الحياة السياسية والحزبية عبر التلويح بالحظر لأسباب تافهة». وشدد على ان التعديلات الدستورية الجديدة ستأخذ في الاعتبار «معايير البندقية» التي أقرها الاتحاد الاوروبي لقانون حظر الاحزاب، والتي تحصر شروط حظر الاحزاب بلجوئها الى استخدام العنف والارهاب. ووسط الأجواء المتوترة بين الجيش والحكومة بسبب الاتهامات التي يواجهها عسكريون بالتورط في مخطط انقلابي عام 2003، قاد الجنرال بيرك، المشبوه الرئيسي في المخطط، تدريبات شارك فيها عشرات الآلاف من الجنود قرب الحدود مع ارمينيا. ويحضر التدريبات التي تختتم اليوم رئيس الأركان الجنرال إلكير باشبوغ، اضافة الى رئيس الوزراء اردوغان الذي كان تابع تدريبات العام 2006. وأعلن في اسطنبول امس ان اردوغان سيزور المملكة العربية السعودية الاثنين المقبل لتسلم «جائزة الملك فيصل الدولية لخدمة الإسلام» تثميناً لجهوده البناءة في المناصب السياسية والإدارية التي تولاها منذ أن كان رئيساً لبلدية اسطنبول وبعد توليه منصب رئاسة الوزراء.