صدت القوات البرية السعودية أمس محاولات عشرات المسلحين الحوثيين وحلفائهم الاعتداء على الحدود مع اليمن بالقرب من الخوبة، وقضت على عناصر من ميليشيات الحوثي والرئيس السابق علي عبدالله صالح، بعدما أطلقوا قذائف «هاون» و «كاتيوشا» على قرى حدودية. ودمرت طائرات التحالف أهدافاً عسكرية للحوثيين في كل من صعدة ورازح ومران والملاحيط، بعد اكتشاف كهوف قرب الحدود السعودية استخدمتها الميليشيات كثكنات عسكرية ومخازن سلاح. وعلمت «الحياة» من مصادر في المنطقة الحدودية أن «القوات ردت صباح اليوم (أمس) بعنف على مصدر النيران. وتمكنت من قتل عشرات المسلحين، الذين اشتبكوا مع القوات البرية. فيما فرّ آخرون باتجاه الملاحيط، بعد أن منوا بهزيمة كبيرة في صفوفهم». من جهة أخرى اتهمت مصادر قبلية ميليشيا الحوثيين وأتباع صالح بارتكاب مجزرة في محافظة ذمار (جنوب غرب اليمن) مساء أول من أمس، بقصف حفلة زفاف، أسفر عن وفاة 28 شخصاً، وإصابة أكثر من 20 مواطناً، غالبيتهم من النساء والأطفال. وتخضع المنطقة المقصوفة لسيطرة معارضي الرئيس عبدربه منصور هادي. وأشارت المصادر إلى أن قصف الحوثيين لحفل الزفاف كان «متعمداً»، وتزامن مع قيام طائرة من التحالف العربي الذي تقوده السعودية بقصف مواقع عسكرية قريبة. ورجحت المصادر أن يكون القصف، الذي استهدف قرية سنبان بمديرية ميفعة عنس (100 كيلومتر جنوب شرق العاصمة صنعاء)، لتأليب اليمنيين على «التحالف العربي»، واتهامه بارتكاب المجزرة، لافتة إلى أن هذه الحادثة هي الثانية من نوعها، إذ أسفر قصف حفلة زفاف في المخا، قبل حوالى شهر عن مقتل أكثر من 130 شخصاً. وذكرت مصادر محلية في ذمار، أن الميليشيات استهدفت مخيم العرس بعد قيام طيران التحالف بقصف معسكر تدريب تابع للحوثيين في ضواحي صنعاء، فما كان منهم إلا أن قصفوا خيمة العرس من أجل تحريض الناس على قوات التحالف، بزعم أنها تستهدف المدنيين. ونفى المتحدث باسم قوات التحالف العميد أحمد عسيري وجود عمليات جوية لقوات التحالف في محافظة ذمار، حيث وقع القصف. وقال: «إن كثيراً من التفجيرات تقع من دون مسؤولية التحالف عنها»، لافتاً إلى تخزين «الحوثيين» أسلحتهم في مواقع مدنية. وأضاف: «ليس كل انفجار يقع في اليمن ناجماً عن غارة جوية، فهناك صواريخ وسيارات مفخخة ومخازن أسلحة، كما خزّن الحوثيون غالبية أسلحتهم ومخازنهم في مناطق مدنية، وأي تلاعب فيها قد يؤدي إلى حوادث». ميدانياً سيطرت أمس وحدات الجيش اليمني الموالي للحكومة الشرعية بدعم من قوات التحالف على مديرية «ذباب» شمال منطقة باب المندب واقتربت من السيطرة على ميناء المخا الواقع تحت سيطرة مسلحي الحوثيين والقوات الموالية لهم في وقت شن طيران التحالف سلسلة غارات على مواقع للجماعة شمال العاصمة وفي محافظات الحديدة وتعز وصعدة وحجة والبيضاء. وتقوم القوات المشتركة بتمشيط المديرية وتواصل التقدم شمالاً إلى ميناء المخا بالتزامن مع قصف الطيران والبوارج الحربية على مواقع الجماعة على امتداد الشريط الساحلي. وطاولت الغارات مواقع في مفرق المخا وجبل النار وجبل العمري، كما امتدت إلى مديريتي الوازعية في محافظة تعز واستهدفت في محافظة الحديدة المجاورة مواقع ومخازن للأسلحة شرق منطقة الصليف وفي مديرية اللحية شمال الحديدة. وضربت الغارات معسكراً للجماعة في منطقة السوادية في محافظة البيضاء ومعسكراً آخر في جبل «الصمع» في مديرية أرحب شمال العاصمة، ومواقع في مديرية حرض الحدودية التابعة لمحافظة حجة (شمال غرب) وآخر في محافظة صعدة حيث المعقل الرئيس للحوثيين. وفي عدن اغتال مسلحون مجهولون في حادثين منفصلين أمس القاضي عباس العقربي قرب منزله، وهو قاض في المحكمة الجزائية المتخصصة في قضايا الإرهاب وأمن الدولة، وبعد ساعات اغتال مسلحان آخران العقيد جمال السقاف مدير دائرة الرقابة بالمنطقة العسكرية الرابعة قرب منزله في منطقة إنماء. وأكّد نائب وزير الداخلية اليمني اللواء علي لخشع ضلوع علي عبدالله صالح في عمليتي الاغتيال، وقال ل «الحياة»: «إن حادثتي الاغتيال وقعتا بشكل منسق، بواسطة سيارة واحدة، استهدفت أولاً موظفاً بدرجة كاتب في المحكمة، ووقعت بين مقاطعتي الشعب والبريقة، وبعدها بوقت قصير توجهت إلى حي إنماء في عدن لاغتيال الضابط»، مبيناً أن شهود عيان رصدوا نوع السيارة وآلية التنفيذ والسلاح المستخدم في الجريمة، وكان من نوع «كلاشنيكوف». في غضون ذلك، علمت «الحياة» أن الرئيس عبدربه منصور هادي جدد رفضه الشروع في مفاوضات مع الانقلابيين الحوثيين وحلفائهم قبل تنفيذهم قرار مجلس الأمن 2216، معتبراً تأكيدات الجماعة للأمم المتحدة التزامها بالقرار «مراوغة مكشوفة». وقال مختار الرحبي السكرتير الصحافي في الرئاسة اليمنية، إن موقف الحكومة ثابت. ولا بد من إعلان الحوثيين عن تنفيذ القرار بشكل كامل ومن دون تغيير.