تواصلت أمس المعارك بين مسلحي «المقاومة الشعبية» ووحدات موالية للحكومة اليمنية الشرعية من جهة، وميليشيا الحوثيين والقوات الموالية لهم من جهة أخرى في محافظات تعز والبيضاء ومأرب وإب، واستهدفت غارات طيران التحالف المدخل الجنوبي لصنعاء في منطقة «نقيل يسلح» ودمرت مخازن للسلاح في محافظة الحديدة كما ضربت الغارات تجمعات للحوثيين في محافظة الجوف وامتدت إلى الشريط الحدودي في محافظتي صعدة وحجة. وفي محافظة مأرب شن طيران التحالف عشرات الغارات على مواقع الحوثيين وصفوفهم الأمامية في ظل أنباء عن تقدم مسلحي القبائل والقوات المؤيدة للحكومة الشرعية وخسائر كبيرة تكبدتها القوات الحوثية التي تحاول منذ أربعة أشهر التقدم صوب مدينة مأرب من أكثر من جهة. واتهمت قيادات حوثية قوات «الحرس الجمهوري» السابق التي كان يقودها نجل الرئيس السابق أحمد علي صالح ب «الخيانة»، وقالت إنها كانت السبب المباشر في الانهيار المفاجئ لصفوف الجماعة في مدينة تعز وسيطرة مسلحي «المقاومة» المدعومين من قوات التحالف على أكثر المقار الحكومية والمواقع الاستراتيجية المطلة على وسط المدينة. وأكد المجلس التنسيقي للمقاومة في تعز إصراره على استعادة مؤسسات الدولة العسكرية والأمنية والسيادية، كمطار تعز وميناء المخا، وتطهير كامل محافظة تعز وحماية مواطنيها. وذكرت مصادر محلية أمس أن محافظة تعز تعيش فرحة غامرة بالانتصارات التي تحققها المقاومة الشعبية والجيش المؤيد للشرعية نحو تحرير محافظة تعز بكامل أراضيها وجميع المحافظات المجاورة لها، وصولاً إلى العاصمة صنعاء. وقال المتحدث الرسمي باسم المجلس التنسيقي ل «الحياة»، إن المجلس يجدد إدانة أي تصرفات فردية وأعمال إجرامية تتعلق بإعدام الأسرى أو نهب المؤسسات العامة، أو ممتلكات المواطنين من قبل مجموعات مندسة أو خلايا نائمة تابعة لتحالف الحوثيين وقوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح. وأكد أن المجلس سيعمل بالتعاون مع المجلس العسكري وإدارة الأمن الشرعية على ملاحقة هذه الأعمال التي تتعارض مع قيم وأخلاق رجال المقاومة. إلى ذلك، تمكنت القوات السعودية من طرد من تبقى من الحوثيين في جحور جبلية بالقرب من الحدود. وعثرت على قنابل يدوية ومخازن أسلحة إضافية كانوا يستهدفون بها قوات حرس الحدود والجيش على الحدود السعودية. وكشفت مروحيات «أباتشي» مواقع كثيرة لتجمعاتهم أثناء محاولاتهم اختراق الحدود، وقضت على أعداد كبيرة منهم. من جهة أخرى، أفادت مصادر طبية في تعز بأن أكثر من مئة شخص على الأقل قتلوا يومي أول من أمس (الأحد) وأمس (الإثنين) أغلبهم من المسلحين الحوثيين في ظل أنباء عن وصول تعزيزات حوثية إلى مداخل المدينة. وقالت المصادر إن مسلحي المقاومة تمكنوا من قطع الطريق الرئيس بين مدينتي إب وتعز في منطقة السياني واستولوا على عتاد عسكري ضمن تعزيزات للحوثيين كانت متجهة إلى تعز بالتزامن مع اشتباكات اندلعت في منطقة جبلة وشرقي مدينة إب. وأفادت مصادر المقاومة بأن قواتها سيطرت أمس على عقبة ثرة الاستراتيجية التي تفصل بين محافظتي البيضاء وأبين، في ظل قصف حوثي على مواقع المقاومة والمناطق السكنية في مديرية مكيراس، وسقط عشرات الحوثيين قتلى وجرحى في غارات لطيران التحالف استهدفت مواقعهم ودمرت آليات لهم.