أعلنت المفوضية الأوروبية أن الاتحاد الأوروبي سيجري غداً الجمعة أول عملية توزيع للاجئين بين دوله في إطار برنامج «إعادة التوزيع» المثير للجدل، وذلك عبر نقل لاجئين أريتريين من إيطاليا إلى السويد. وقالت ناطقة باسم المفوضية: «ستكون هناك مهمة في إيطاليا الجمعة، بدايةً في روما حيث ستقلع طائرة من مطار روما شيامبينو صباحاً ناقلةً أوائل اللاجئين إلى السويد». وأوضحت أن المفوض الأوروبي لشؤون الهجرة ديمتريس افراموبولوس سيعقد مؤتمراً صحافياً مع وزير الداخلية الإيطالي أنجلينو الفانو لشرح الأمر. وتابعت أن زيارة ستجرى بعد ذلك إلى جزيرة لاميبدوزا الإيطالية حيث من المقرر إقامة مركز لتسجيل وفرز المهاجرين الذين يصلون إلى إيطاليا بحلول نهاية تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل. وكانت السويد وافقت على استقبال 821 لاجئاً وصلوا منذ منتصف آب (أغسطس) الماضي، إلى إيطاليا و548 لاجئاً وصلوا إلى اليونان في إطار برنامج «إعادة توزيع» 40 ألف لاجئ سوري وعراقي وإريتري داخل الاتحاد الأوروبي تم الاتفاق عليه في 14 أيلول (سبتمبر) الماضي. وبعد أسبوع من ذلك، اتُفِق على توزيع 120 ألف لاجئ آخرين داخل الاتحاد الأوروبي وسط خلافات شديدة، إذ صوتت دول عدة في شرق أوروبا ضد هذا التوزيع. واتفق الاتحاد الأوروبي مع تركيا على «خطة عمل مشتركة» تقضي بتعبئة أموال أوروبية واستقبال لاجئين يتدفقون إلى تركيا في أوروبا، مقابل فتح مراكز استقبال لطالبي اللجوء على الأراضي التركية. وينتظر الأوروبيون من تركيا أن تفتح 6 «مراكز استقبال» للاجئين بتمويل من الاتحاد الأوروبي، الأمر الذي ترفضه الحكومة التركية حتى الآن. كما يطالبون بأن تسير أنقرة مزيداً من الدوريات وعمليات الإغاثة في عرض البحر قبالة سواحلها، وأن تسترد المهاجرين الاقتصاديين المبعدين من الاتحاد الأوروبي. واعتبرت المفوضية الأوروبية التي نشرت نسخة غير نهائية من النص الذي تم التفاوض في شأنه مع أنقرة أن تطبيق خطة العمل هذه «سيسهم في تسريع عملية منح التأشيرات» للأتراك الراغبين في السفر إلى أوروبا. ولم يصدر رد فعل من السلطات التركية، بينما أتى الإعلان بعد اتفاق مبدئي تم التوصل إليه بين قادة المؤسسات الأوروبية والرئيس التركي رجب طيب أردوغان الاثنين الماضي، أثناء زيارة الأخير إلى بروكسيل. وتشمل «خطة العمل» «سلسلة خطوات تعاون يجب القيام بها على عجل لضبط تدفق اللاجئين من تركيا إلى الاتحاد الأوروبي». ويخشى الأوروبيون الذين يواجهون أسوأ أزمة مهاجرين منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، وصول دفعات جديدة من اللاجئين بسبب تفاقم الأزمة السورية حيث يشن الطيران الروسي ضربات على مواقع المقاتلين المعارضين والجماعات الإرهابية دعماً للرئيس بشار الأسد. وحذر رئيس المجلس الأوروبي دونالد تاسك أول من أمس، من «أن نصراً محتملاً لنظام الأسد هو أكثر ترجيحاً اليوم بسبب تدخل إيران وروسيا في سورية وذلك سينجم عنه موجة هجرة مقبلة». وشدد على أنه «وفق تقديرات الأتراك فإن 3 ملايين لاجئ إضافي قد يأتون من حلب وجوارها». وكان رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو رفض بقوة الأسبوع الماضي، إقامة مخيمات لاستقبال وتسجيل المهاجرين على الأراضي التركية بناءً على رغبة الاتحاد الأوروبي، معتبراً ذلك أمراً «غير مقبول» و»لاإنساني». وكرر الاتحاد الأوروبي وعده بمنح «بليون يورو» خلال عامي 2015 و2016 لتركيا وبتوفير صندوق بقيمة 500 مليون يورو لصحة وتعليم اللاجئين السوريين. وتعهد القادة الأوروبيون خصوصاً ب»دعم» مشاريع «إعادة إسكان» من شأنها أن «تسمح للاجئين في تركيا بدخول الاتحاد الأوروبي في شكل منظم» ومن دون تعريض حياتهم للخطر على المراكب المتهالكة في بحر ايجه. من جهة أخرى، أعلنت الشرطة الألمانية أن 5 أشخاص أصيبوا بجروح خلال شجارات جديدة اندلعت بين 60 شخصاً من الأفغان والألبان في مخيم لطالبي اللجوء في هامبورغ في شمال ألمانيا.