تمكن رجال الأمن من القبض على مسلح قام بالسطو على بنك، واحتجز موظفين وقتل شخصين، وأصاب ثلاثة آخرين إصاباتهم راوحت بين خفيفة وخطرة. بينما تمكن المراجعون من الهرب إثر سماعهم دوي طلق النار وتكبير منفذ الهجوم، الذي بادر إلى شتم العملاء الموجودين في الصالة. وعلمت «الحياة» من مصادر أمنية أن مدير شرطة منطقة جازان قاد عملية إخلاء القسم النسائي، من دون أن تصاب إحداهن بأذى، في حين وجه بتطويق الموقع ودهمه بقوة الطوارئ وإلقاء القبض على الجاني. وذكرت إحدى عميلات البنك ل«الحياة» أنها وزميلاتها كن في البنك، «وسمعنا أصوات طلقات نارية، وقام أحد الحراس بضرب الباب بقوة. وقال: هناك مسلح اهربن بسرعة، وتم إغلاق الباب احترازاً». وأضافت: «اتصلت مديرة القسم النسائي بالحارس، للتأكد مما حصل، وأخبرها أن هناك مسلحاً فأصبنا بحال هستيرية وكأننا في حلم مرعب، قبل أن يدخل أحد رجال الشرطة ومعه شخص يلبس ثوباً، ويبادرا إلى إخراجنا من الموقع، ووجدنا شخصاً يحمل رتبة عسكرية كبيرة عند المدخل، يراقب الممر، ويوجهنا بالخروج من الباب المخصص، ولم نصب جميعاً بأذى». وعلمت «الحياة» أن أحد المتوفين يحيى أحمد شيبان، بينما المتوفى الآخر لم يتم التعرف عليه بعد، أما المصابون فهم مدير البنك عبدالله القحطاني، وعبدالإله عبدالرحمن، وعبدالرحمن علي القحطاني. لكن المتحدث باسم شرطة جازان الرائد عبدالرحمن الزهراني اكتفى بتأكيد الحادثة، ومقتل اثنين وإصابة مثلهما فقط، من دون ذكر أسماء. وقال القحطاني، في بيان صحافي عصر أمس: «عند ال11 من صباح اليوم (أمس)، تلقت الشرطة بلاغاً عن تعرض أحد المصارف في مدينة جازان إلى سطو مسلح من جانب شخص يحمل سلاحاً رشاشاً، قام بإطلاق النار على موظفي المصرف ومراجعيه، ما نتج عنه مقتل شخصين منهم، وإصابة اثنين آخرين، وتمت على الفور مباشرة موقع الجريمة ومحاصرته، وتوجيه النداءات إلى الجاني للمبادرة بإلقاء سلاحه وتسليم نفسه، إلا أنه بادر بإطلاق النار بكثافة تجاه رجال الأمن، ما اقتضى التعامل مع الموقف وفق الإجراءات النظامية والقبض عليه وتخليص شخص كان محتجزاً لديه. وأحيل المقبوض عليه إلى الجهات المختصة، للتحقيق معه، وإكمال الإجراءات النظامية». من جهته، ذكر أحد موظفي البنك أنهم تفاجأوا بوجود شاب نحيف يلبس ثوباً أبيضاً، ويحمل سلاحاً رشاشاً، يدخل من الباب الشرقي للبنك، «وقام بالتكبير وإطلاق أعيرة نارية متفرقة في الصالة»، مشيراً إلى حدوث تدافع بعد سماع صوت التكبير أثناء إطلاق النار، «وفي البدء اكتفى بشتم العملاء، وبعد أن هربوا وتبقى أربعة موظفين داخل البنك، بينهم مديره وأمين الخزانة الذي قام بإغلاقها، تحسباً لأي تفجير أو سرقة، مختبئاً في مكان قريب منها، قام المسلح بإطلاق النار على مدير البنك عبدالله القحطاني، ما تسبب في إصابته بالكتف الايسر، ثم أصاب بعد ذلك أربعة أشخاص بإصابات متفرقة، توفي اثنان منهم جراء النزيف الذي تعرضا له، قبل وصول الإسعاف». الجاني يعاني «الانفصام»... و«عاملة» إثيوبية في منزله ذكرت شرطة منطقة جازان في بيانها أن المسلح الذي اقتحم البنك رفض الاستسلام، بيد أن شاهد عيان تحدث ل«الحياة»، قال: «إن قوة الطوارئ اقتحمت الموقع، وأرغمت المسلح على رمي سلاحه والاستسلام، بعد التأكد من عدم وجود حزام ناسف في حوزته، وتم اقتياده». وذكر مصدر آخر ل«الحياة» أن «الشاب المسلح، يبلغ من العمر 21 عاماً، ويسكن في حي الروضة، ويعاني من انفصام نفسي وفكري، وتم تطويق المنزل والقبض على عاملة إثيوبية فيه، أوقفها رجال الأمن، وأجهزة كومبيوتر وأجهزة جوال وطلقات نارية، تمت مصادرتها». من جهته، أكد المتحدث باسم «الهلال الأحمر» في جازان بيشي الصرخي، أن «فرقاً من الهلال الأحمر تمركزت مع الكوادر الطبية بجوار موقع اقتحام فرع البنك، تحسباً لوقوع مزيد من الإصابات، وللتدخل السريع في إسعاف المصابين».