حال غلاء مهر فتاة دون إتمام زواجها بعد أن أصرّ والدها على طلب مهر لا يقل عن 40 ألف ريال، شريطة أن يوفره الخاطب خلال عام واحد. ويعيش العروسان حال قلق مستمر، بسبب خوفهما من انتهاء المهلة التي حددها والد الفتاة «مدهشة» من دون أن يستطيع الشاب «علي الزيلعي» تسليم المبلغ ، كما أن رأي الشرع في ذلك هو أن الأصل في المهر ما تيسّر، فالفتاة في الدين الإسلامي ليست سلعة تباع والمهر للعروس وليس لوالدها وهي أحق به وهي من تحدده، فإذا اتفقت العروس مع عريسها على مبلغ معيّن ورفض والدها أن يتنازل عن قراره فيحق للفتاة اللجوء للقضاء ويقوم القاضي بتزويجها. ويقول علي: «أنا شاب أبلغ من العمر 25 عاماً وأعجبت بفتاة لدرجة الجنون، وأنا مستعد للتضحية من أجلها وأريدها زوجة لي وأماً لأطفالي، ولكن ظروفي صعبة جداً، إذ أجبرتني الحال المادية السيئة التي تعيشها أسرتي على ترك المدرسة وأنا في المرحلة الابتدائية»، موضحاً أنه تفرغ منذ صغره للبحث عن لقمة العيش وإعالة والدته وشقيقاته، «والدي متعب ووالدتي لا تستطيع عمل شيء، ولذلك كان لا بد من أن يضحي أحد أفراد الأسرة بمستقبله وكنت أنا ذلك الفرد». ويستطرد: «أعمل حالياً في مؤسسة براتب شهري 1500 ريال، والجميع يعلم أن هذا المبلغ لا يفي بمتطلبات شخص واحد، فكيف بأسرة؟»، لافتاً إلى أن أحد أشقائه متقاعد والآخر يقاسي ظروفاً صعبة، بينما تزوجت شقيقاته وليس لديهن مصدر دخل لمساعدته. ويتابع الشاب المحبط: «طلب مني والد العروس دفع 50 ألف ريال مهراً لها، وبعد ذلك خفضها إلى 40 ألف ريال بسبب رغبة الفتاة في الزواج بي، ولكنه اشترط أيضاً أن أقدم هذا المهر خلال سنة واحدة وإلا فلن أتزوج بها»، مشيراً إلى أنه يعيش في حيرة وعذاب شديدين، ويتمنى ألا تقف ديونه وظروفه السيئة عقبة في طريق سعادته الزوجية كما وقفت عثرة في طريق مستقبله. لم يستطع علي سوى توفير تسعة آلاف ريال، كان بعضها مساعدات من بعض الأصدقاء، الذين لا تقل ظروفهم سوءاً عنه. ولا تخفي مدهشة رغبتها في الزواج من «علي»، موضحة: «لم أجد الحنان من والدي أبداً، كما أنه حرمني من المدرسة في صغري، وأعيش حياة كئيبة جعلتني أشعر بأنني لست كبقية الفتيات». وتضيف: «علي دخل البيوت من أبوابها، وهو جاد في الزواج بي، ولديه رغبة صادقة في تكوين أسرة والمضي قدماً لبناء مستقبل له ولي»، لافتة إلى أن والدها رجل قاس جداً حرمها من دراستها وهي صغيرة ويريد أن يحرمها من الزوج الصادق. ولا تخفي مدهشة أن بحثها عن الخلاص من حياتها التي تعيشها شجعها على القبول بالزواج من علي، إلا أنها تستدرك: «لو لم يكن علي شاباً متديناً وصالحاً لما قبلت به، وإلا فليس من المعقول أن أقبل بأي شاب ربما أعيش معه عذاباً آخر». وتتابع: «لدينا عادات قديمة لا تقيم للفتاة أو رأيها أي وزن، وهذا ما جعل أقاربنا يتحاشون التدخل في الموضوع»، مشيرة إلى أن طموحاتها توقفت على الزواج من شاب حنون يكون لها الأب والأم والأخ والصديق، وأن ترزق بأطفال تستطيع تربيتهم بعيداً عن تلك العادات والتقاليد التي دمرت حياتها وجعلتها تعيش حياة بائسة.