شكل رفع العلم الفلسطيني في 30 أيلول (سبتمبر) الماضي للمرة الأولى في مقر الأممالمتحدة في مدينة نيويورك، إلى جانب أعلام الدول ال193 الأعضاء في المنظمة الدولية، مدعاة فرح واعتزاز لدى مؤيدي القضية الفلسطينية الذين رأوا في الأمر اعترافاً دولياً بفلسطين وقضيتها. غير أن الحدث السعيد تزامن مع آخر مفجع وقع قبل 15 عاماً، حين التقطت كاميرا مصوّر فرنسي مشهد قتل الطفل الفلسطيني محمد الدرة برصاص القوات الإسرائيلية، وهو مختبىء بجانب والده. وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس في كلمته التي ألقاها لمناسبة رفع العلم: «في هذه اللحظة التاريخية، أقول لشعبي أينما كان، ارفعوا العلم الفلسطيني عالياً لأنه رمز وحدتنا. إنه مدعاة فخر واعتزاز». لكن الحدث التاريخي لم يحجب عن الأذهان ذكرى مقتل الدرة (12 عاماً) الذي وثقته كاميرا المصور الفرنسي شارل أندرلان. وأظهرت اللقطات جمال الدرة محاولاً حماية طفله من النيران الإسرائيلية خلال اشتباكها مع قوات الأمن الفلسطينية في اليوم الثاني من «انتفاضة الأقصى». ولم يجد تلويح الأب بيده في محاولة لوقف الطلقات نفعاً. ولخص المشهد التجاوزات والإنتهاكات التي ترتكبها إسرائيل على الأراضي المحتلة في حق الشعب الفلسطيني. وأكد المصور أن محمد ووالده كانا هدفاً للقوات الإسرائيلية. وكانت إسرائيل أعلنت في بادئ الأمر، مسؤوليتها الكاملة وأسفها عن الحادث، لكنها تراجعت قائلةً إن الجيش لم يطلق النار تجاه الدرة، ورجحت أنه قتل على يد القوات الفلسطينية. وقررت جامعة الدول العربية إعلان الأول من تشرين الأول (أكتوبر) من كل عام «يوم الطفل العربي»، وهو اليوم الذي نقلت فيه القنوات التلفزيونية صور مقتل الطفل الفلسطيني بين يدي والده.