يمر العالم الآن بأزمة خطرة لها تبعات ونتائج ستكون كارثية على العالم اجمع، خصوصاً في منطقتنا، إنها أزمة إيران وطموحاتها النووية التي تعمل بشكل متسارع لإنتاج أسلحة نووية، إن إيران النووية قد لا تكون بعيدة جداً امتلاك أسلحة نووية ما يحتم على العالم بقيادة أميركا ان تقف في وجه الطموحات الإيرانية، لقد عبّرت وزيرة الخارجية الأميركية في زيارتها الأخيرة للمنطقة عن تصميم المجتمع الدولي على التصدي لبرنامج إيران النووي بأشكال وأساليب متعددة، فواشنطن تقوم بجهود سياسية دولية لتطبيق عقوبات مشددة على إيران في الوقت القريب وتنبهت الإدارة الأميركية الحالية إلى أهمية التوافق الدولي في إصدار قرارات دولية لفرض عقوبات دولية على طهران، فواشنطن تعمل مع جميع الأطراف الدولية، خصوصاً الصين وروسيا لمحاصرة إيران اقتصادياً على الأقل في هذه المرحلة. إن تصريحات الوزيرة كلينتون الأخيرة تدل وبشكل واضح ان الإدارة الأميركية أصبح لديها قناعة تامة بأن إيران تماطل في المفاوضات مع الغرب، وان هدفها الرئيس من جولات المحادثات هو فقط لشراء وتسويف الوقت، ما يدل على هذا السلوك الإيراني أنها في كثير من الأحيان توافق على بعض المقترحات الغربية ولكن عند عودة المفاوضين الإيرانيين إلى دولتهم يتغير الموقف الرسمي من ما تم الاتفاق عليه، وهذه تعطي دلائل على المسار الذي تسلكه طهران في هذا الملف، فالواضح ان من يقرر في التعاطي مع برنامج إيران النووي هو المرشد الأعلى خامنئي وليس الرئيس نجاد أو غيره من المسؤولين. لهذا كانت التهديدات الأميركية بفرض عقوبات مشددة ستكون موجهة ضد الحرس الثوري الذي يحكم إيران مع قوات الباسيج مع تأييد مطلق من المرشد الاعلى، لذلك ستكون العقوبات ضد تلك المؤسسات التي قد لا تكون نتائجها سريعة، ولكنها ستنهكها وتضعفها في الداخل الإيراني الذي يعاني من مشكلات اقتصادية وسياسية حقيقة مثل البطالة المرتفعة والتضخم والفساد، إضافة إلى ما تعانيه إيران من اضطرابات سياسية تلت الانتخابات الرئاسية الأخيرة ولا تزال مستمرة وإن خف زخمها ولكن هذا لا يعني ان إيران مستقرة بشكل تام. إن تجربة وأساليب الغرب في صراعه مع الاتحاد السوفياتي يمكن تطبيقها مع إيران، فقد يستخدم المجتمع الدولي الأساليب نفسها من حصار اقتصادي، وعزل طهران سياسياً عن العالم سيعجل بسقوط النظام من الداخل من دون حاجة إلى استخدام القوة العسكرية، قد تكون بعض القوى الدولية لديها من المصالح مع إيران ولكن يمكن إغراؤها بالاستثمار بدول أخرى تعوضها عن التعاطي من طهران. مقولة الوزيرة كلينتون بأن إيران تتحول إلى دولة دكتاتورية عسكرية تعطي إشارات ان من يحكم إيران هو الحرس الثوري الذي ستستهدفه العقوبات المقبلة، وقد أشارت بعض التقارير المستقلة إلى أن الحرس الثوري استحوذ على عطاءات تجارية تصل إلي نحو عشرة بلايين في السنتين الأخريين، وانه يقوم بتشييد الطرق ويسيطر على قطاع الاتصالات ومطار طهران والملف النووي، وتؤكد تلك التقارير ان الحرس الثوري يزدهر في الحروب والأزمات، وان فترته الذهبية كانت في الثمانينات من القرن الماضي إبان الحروب المباشرة لإيران، أو حروب الوكالة التي قامت بعض القوى التابعة له في منطقتنا. عبّرت الوزيرة الأميركية خلال زيارتها عن أن المجتمع الدولي لن يسمح لإيران بأن تكون دولة نووية، لأن ذلك سيدخل دول المنطقة في سباق تسلح محموم وخطر، وستكون نتائجه كارثية على العالم اجمع، والغريب ان يوجد تأييد لبعض العرب لحق إيران بامتلاك سلاح نووي، مرة بالادعاء بأنها ستكون قنبلة نووية إسلامية، ومرة بأنها ستدمر إسرائيل بها، والحقيقة الواضحة أنها ليست كذلك، فإيران يحكمها هوس السيطرة على المنطقة، وان تكون هي القوة المهيمنة عليها من خلال قوتها النووية التي تسعى لامتلاكها، ولكن البعض منا يعيش في الغرب ويطلق مثل هذه التصريحات الجوفاء. [email protected]