أجمعت القوى السياسية اللبنانية على وجوب بدء الحوار الوطني حول الاستراتيجية الوطنية للدفاع، بما فيها الأطراف التي أبدت ملاحظات أو اعتراضات على طريقة تشكيل هيئة الحوار، لا سيما من قوى الأكثرية وفريق 14 آذار، فيما عملت دوائر القصر الجمهوري على جمع الملاحظات التي أبداها بعض السياسيين في هذا الصدد، وأعلن الرئيس ميشال سليمان في حديث الى الزميلة «الشرق» تنشره اليوم أن طاولة الحوار قد تدعى الى الاجتماع الأسبوع المقبل. وأنهى رئيس الحكومة سعد الحريري زيارته الرسمية لقطر أمس باجتماع مع أميرها الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، بعد لقائه أول من أمس رئيس الوزراء حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني. وأعرب نائب رئيس الوزراء وزير الطاقة والنفط عبدالله بن حمد العطية بعد لقائه الحريري عن استعداد بلاده «من خلال شركاتنا المتخصصة لإنتاج الكهرباء عندما يكون هناك خصخصة لقطاع الإنتاج الكهربائي في لبنان»، معتبراً أن «خصخصة هذا الإنتاج ستكون لمصلحة لبنان». وقال الحريري في دردشة مع الصحافيين المرافقين في الدوحة إنه يعمل على تطوير العلاقات الثنائية بين لبنان وسورية على كل المستويات والمصلحة اللبنانية أن تكون علاقات لبنان مميزة مع كل الدول العربية، خصوصاً أن لبنان في صلب الصراع العربي - الإسرائيلي. كما أكد الحريري أنه لم يشبه الرئيس السوري بشار الأسد بصدام حسين، وقال إنه على اتصال دائم مع الأسد «ونحن ننسق في أمور عدة والعلاقات الشخصية مع الأسد مهمة». وأشار الى العلاقة المميزة بين قطر وبين الرئيس الشهيد رفيق الحريري. وأضاف: «لن نقبل بشن حرب على حسابنا ولبنان لن يكون محوراً لأحد وسواء قامت إسرائيل بضرب «حزب الله» أم الجنوب أم الضاحية فعلينا أن نعزز الوحدة الداخلية». وقال ان «لا أحد يشكك بنوايا الأمين العام ل «حزب الله» السيد حسن نصرالله... والإسرائيلي يريد ذريعة ولذا علينا ألا نُظهر خرقاً في صفوفنا وفي المقابل نحن نشكك في نوايا إسرائيل». وأوضح الحريري أنه سيلتقي حلفاءه لتقويم الموقف من تشكيل طاولة الحوار. وينتظر أن يلتقي وفد من الأمانة العامة ل «قوى 14 آذار» الرئيس سلميان قبل ظهر اليوم للتداول معه في ملاحظاتها على تشكيلة هيئة الحوار الوطني. وعلمت «الحياة» أن الوفد سيؤكد لسليمان وقوف قوى 14 آذار مع هذا الحوار وحرصها على ان ينطلق حول الاستراتيجية الدفاعية. كما أن الوفد سيعيد تأكيد مشاركة الجامعة العربية في الحوار «نظراً الى المسؤولية العربية في شأن تأمين سلامة لبنان ومواجهته للعدوان الإسرائيلي، خصوصاً أن اتفاق الدوحة الذي رعته الجامعة العربية لحظ دوراً لها في إطلاق الحوار». وأشارت مصادر الأمانة العامة الى أن الوفد سيقدم ملاحظاته في شأن تشكيل هيئة الحوار، من زاوية غياب المعايير الموحدة في الاختيار فضلاً عن تغييب تمثيل مدينة زحلة سياسياً. وفيما دافع «حزب الله» عن تشكيلة هيئة الحوار كما أصدرها الرئيس سليمان، توقعت مصادر سياسية بارزة ألا يكون للاعتراضات التي صدرت الى الآن أثر في انطلاقتها، معتبرة أن الأهم أن يبدأ الحوار بين الفرقاء حول الاستراتيجية الدفاعية على الطاولة بدلاً من أن يكون مدار تجاذب في التصريحات، خارجها. الكتائب والحوار وقمة دمشق ومساء أمس أعلن «حزب الكتائب بعد اجتماع مكتبه السياسي أنه ناقش «ظروف وملابسات ولادة هيئة الحوار الوطني»، وأنه «سيقيّم الموضوع شكلاً ومضموناً»، على أن يعلن رئيس الحزب الرئيس السابق أمين الجميل موقفه في أقرب وقت. ويجري الجميل مشاورات في صدد طريقة تشكيل هيئة الحوار التي هو أحد أعضائها مع حلفائه ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع. ويلتقي الجميل اليوم النائب سليمان فرنجية الذي هو عضو هيئة الحوار أيضاً. لكن المكتب السياسي للكتائب تناول في اجتماعه أمس ما وصفه ب «تمييع حسم موضوع إجراء الانتخابات البلدية ما يهدد إجراءها في مواعيدها»، وأكد «إصراره على عدم تأجيلها». واعتبر أن «أي تلاعب بمواعيد الاستحقاقات الدستورية خطر على البلاد»، وأكد «دعم إصرار الرئيس سليمان على إجرائها في موعدها». واستغرب المكتب السياسي للكتائب «المشهد الذي عكسه الاجتماع الذي عقد في دمشق وجمع الرئيسين السوري والإيراني والسيد حسن نصرالله حيث نوقشت مواضع تخص لبنان والمنطقة وسبل مواجهة التهديدات الإسرائيلية. وأخذ هذا اللقاء طابع قمة ثلاثية تمثل فيها لبنان برئيس حزب فيما غُيبت عنه الشرعية اللبنانية بشكل تام، فشكلت هذه الخطوة مصادرة فاضحة للدولة اللبنانية صاحبة القرارات السيادية». أضاف بيان الكتائب: «هذا الاجتماع - القمة أسقط حتى البند السادس من البيان الوزاري الذي اعترضت الكتائب عليه في حينه. فعوض أن تكون مسؤولية الدفاع عن الوطن بالشعب والجيش والمقاومة، اختزل هذا البند وصار محصوراً بالمقاومة وحدها بشخص الأمين العام لحزب الله». ورأى الكتائب أن «خطورة هذه القمة تكمن في وضع لبنان مرغماً على الخط الأمامي للنزاع العسكري العربي – الإسرائيلي في غياب أي قرار لبناني رسمي، وغياب أي موقف عربي مسؤول لقيادة هذه المواجهة». وأوضح المكتب السياسي الكتائبي أن لبنان «يبدو ساحة الحرب العربية الوحيدة في حين أن سورية تحاول بشتى الطرق نقل نزاعها من ساحة الحرب الى ساحة المفاوضات الديبلوماسية».