تبدي الطبقة السياسية الكردستاني في العراق مخاوفها من استمرار أزمة النازحين وإطالة فترة وجودهم داخل الإقليم الكردي في شمال العراق، خصوصاً على المستوى الديموغرافي، فيما أعلن السفير الأميركي لدى العراق ستيوارت جونز، أن الولاياتالمتحدة تقدم أكثر من 56 مليون دولار كمساعدات إنسانية إضافية. وتقول لجنة الهجرة النيابية العراقية إن أكثر من مليونين و815 ألف نازح في العراق نصفهم في كردستان. ويجد المسؤولون الأكراد أن أزمة النازحين العرب في الإقليم قد تفتح مشكلة جديدة قديمة هي مسألة التغيّر الديموغرافي و «التعريب». وقال المستشار الإعلامي لبرلمان كردستان طارق جوهر ل «الحياة»، إن «هناك مخاوف كثيرة، خصوصاً تلك الديموغرافية مع وجود النازحين العرب الفارين من داعش، وأن مناطق عدة من كردستان تعرّضت للتعريب، مثل الشيخان وسنجار وكركوك ومخمور وخانقين التي قام بها نظام البعث وسرق خيراتها». وأشار إلى أن «ذلك لن يؤثر على كردستان في حال ما لم تكن هناك سياسيات شوفينية ضد الأكراد، ولكن للأسف فإن هذا التوجه موجود بحقنا». وتابع جوهر أن «تطبيق المادة 140 لو تم في وقت سابق لما تعرضنا لذلك الخوف ولكان الوضع طبيعياً ولتأكدنا أن الحقوق كافة محفوظة. لكن ما جرى عكس ذلك، خصوصاً وأن الكثير من الملفات ما زال عالقاً بين أربيل وبغداد، من بينها النفط والغاز وقطع رواتب الإقليم. وهذا كله لا يبشر بخير وسط وجود هذه الأعداد من النازحين والتراجع الاستثماري في الإقليم والضغط على مشاريع الخدمات». وقال «أتوقع استمرار أزمة النازحين بسبب عدم تحرير مناطقهم، ما سينعكس سلباً أكثر على كردستان، لذلك على حكومة الإقليم وبرلمانه إيجاد برنامج عمل لتلافي ذلك الأمر». وتسعى كردستان لتحقيق المادة 140 من الدستور العراقي والتي تنص على إعادة السكان الأصليين إلى مناطقهم التي أُجبروا على تركها في مناطق محددة يتنازعها الإقليم مع الحكومة العراقية، ومن الإسراع باستفتاء عام على مصير كل المناطق إما للانضمام إلى كردستان أو البقاء على وضعها الحالي تتبع الحكومة الاتحادية. وكان الملف من المفترض أن ينتهي العمل فيه في 2007 لكن مماطلات الحكومة العراقية حالت دون إنهائه. ويقول الناشط في منظمة مجتمع مدني مختصة في شؤون النازحين باسم الوزان ل «الحياة»، إن «الأغلبية من النازحين سيبقون بكردستان حتى انفراج ولو جزء من الأزمة، خصوصاً وأن الكثير من النازحين يحركون اقتصاد كردستان في ظل هذه الأزمة. وأشار إلى أن «كردستان لن تستخدم الإرجاع الإجباري لأسباب اقتصادية في أربيل أو السليمانية، بخلاف كركوك مثلاً التي لا تعد فقط موضع نزاع، وأن هناك مشاكل اقتصادية متعددة فيها وأغلب نازحيها من فقراء الحال». إلى ذلك، أعلن السفير الأميركي لدى العراق ستيوارت جونز أمس، أن الولاياتالمتحدة تقدم أكثر من 56 مليون دولار كمساعدات إنسانية إضافية للعراقيين الذين تضرروا من أعمال العنف التي يرتكبها تنظيم «داعش» داخل العراق. وأشار في بيان عن السفارة الأميركية ببغداد إلى أن التمويل الجديد سيضع مجموع المساعدة الإنسانية للولايات المتحدة للاستجابة الإنسانية في العراق بحدود 534 مليون دولار منذ عام 2014.