أعلنت المستشارة الألمانية أنغيلا مركل أن أوروبا بحاجة إلى حماية حدودها الخارجية فيما تواجه أكبر تدفق للاجئين منذ الحرب العالمية الثانية وأن الأزمة «اختبار لهمة أوروبا». وقالت مركل في رسالة فيديو أسبوعية صدرت أمس، إن أوروبا بحاجة للمساهمة في مواجهة هذا التحدي العالمي. وأضافت: «بالنسبة إلى أوروبا يعني هذا أننا بالطبع نحتاج إلى حماية الحدود الخارجية لأوروبا قبل أي شيء وحمايتها معاً حتى تكون الهجرة إلى أوروبا منظمة. لكنه يعني أيضاً أننا يجب أن نتحلى بمزيد من المسؤولية تجاه الدول التي توجد فيها أسباب فرار الناس أو التي يوجد فيها كثير من اللاجئين مثل لبنان أو الأردن أو تركيا». ويتوجه معظم المهاجرين إلى ألمانيا صاحبة أكبر اقتصاد في أوروبا والتي تطبق قوانين لجوء متحررة نسبياً ونظاماً سخياً للمعونة. وأظهر استطلاع للرأي أن شعبية مركل تراجعت إلى أدنى مستوياتها منذ حوالى 4 سنوات مما يعكس المخاوف المتنامية من تدفق المهاجرين. وتابعت مركل في رسالتها أن ألمانيا بحاجة إلى توضيح أن مَن يحتاجون إلى الحماية سيحصلون عليها لكن مَن يأتون لأسباب اقتصادية فقط سيضطرون إلى الرحيل. وقالت: «نحتاج إلى أن نكون أكثر حزماً بهذا الشأن وأن نوضحه». وأشارت إلى أن اندماج الوافدين الجدد في المجتمع «مهمة كبيرة». ورأت مركل أن الحدود الخارجية لليونان مع تركيا تشكّل قضية مهمة، إذ يقطع مهاجرون كثيرون رحلات محفوفة بالمخاطر في قوارب لعبورها. وتابعت أن هناك حاجة لإجراء محادثات مع تركيا وأنها بدأت بالفعل. وأضافت أنه من الضروري أيضاً تقديم مساعدات إضافية للتنمية وإنفاق المزيد على اللاجئين عبر برامج الأممالمتحدة. من جهة أخرى، ذكرت مصادر متطابقة أن حركة النقل في النفق تحت بحر المانش استؤنفت تدريجياً صباح أمس، بعد توقفها ليلاً إثر اقتحام 113 مهاجراً الموقع ودخولهم إلى النفق من الجانب الفرنسي.وقالت ناطقة باسم مجموعة «يوروتانل» المشغّلة للنفق: «تمكنا من إرسال أول قطار إلى إنكلترا». وصرح أفراد في إدارة الإطفاء بأن 10 اشخاص أصيبوا بجروح طفيفة بينهم 7 مهاجرين، موضحين أن سيارات الإسعاف في الموقع تهتم بهم. وأضافوا أن «المهاجرين الآخرين يغادرون الموقع حالياً بعدما دخلوا النفق الجنوبي ونفق الخدمات». ورداً على سؤال عن وجود ناشطين من حركة فوضوية مع المهاجرين، قالت ممثلة «يوروتانل» إنه «من المرجح جداً أن يكون الأمر عملية منظمة بهدف لفت انتباه الرأي العام». وشهد الموقع الذي تبلغ مساحته 650 هكتاراً ويمتد على طول حوالى 20 كيلومتراً محاولات عدة للتسلل إلى داخله خلال الصيف. وسُجِل رقم قياسي في هذه المحاولات بلغ 1700 في 3 آب (أغسطس). وجرت أشغال واسعة لضمان أمن الموقع، من بناء حواجز جديدة وتعزيز القوات الأمنية ونشر كلاب بوليسية. وتقول مصادر في الشرطة إن عدد هذه المحاولات تراجع إلى حوالى مئة كل ليلة.