موسكو - أ ف ب - يصل الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف الى باريس اليوم، في زيارة تستغرق ثلاثة ايام وتهدف الى تعزيز العلاقات الاقتصادية والسياسية مع فرنسا التي تشكل نقطة الثقل في الاتحاد الاوروبي وحليفة موسكو في اوروبا. واعلن مستشار الكرملين سيرغي بريخودكو ان ميدفيديف سيبحث مع نظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي في برنامج إيران النووي وانضمام روسيا الى منظمة التجارة العالمية واقتراح ميدفيديف بشأن وضع معاهدة امنية اوروبية جديدة. وسيبحث الرجلان ايضاً في التحضير لاتفاق شراكة وتعاون جديد يحل محل الاتفاق الذي وقع بين موسكو والاتحاد الاوروبي وانتهى العمل به في 2007. وقال بريخودكو: «من الاهمية بمكان بالنسبة لنا ان نستمع الى رأيهم حول الموضوع». وتعتبر فرنسا مع المانيا، اقرب حليفتين لروسيا في اوروبا الغربية. لكن التعاون بين الدولتين كان حتى وقت قصير يتمحور حول السياسة والتاريخ اكثر منه حول الاقتصاد، كما يرى المحللون. وأفاد فيودور لوكيانوف رئيس تحرير المجلة الاقتصادية المتخصصة «راشا ان غلوبال افيرز»، ان تبني الاتحاد الاوروبي في 2009 معاهدة لشبونة الرامية الى تعزيز دور المجموعة الاقليمية وقدرته على التعبير عن مواقفه بصوت واحد، اقنع موسكو انه ينبغي العمل على اقامة علاقات وثيقة مع اكبر دول الاتحاد الأوروبي. واوضح لوكيانوف انه «سيكون لكل الدول المهمة مثل المانياوفرنسا نفوذها»، مضيفاً ان «عدم محاولة الاستفادة من ذلك سيكون امراً غريباً». وسيحاول ميدفيديف ان يستثمر نجاح زيارة رئيس وزرائه فلاديمير بوتين الى فرنسا في تشرين الثاني (نوفمبر) 2009 والذي ابرم خلالها عدداً من العقود المهمة. وكانت مجموعة «رينو» لصناعة السيارات وقعت اتفاقاً بشأن خطة انقاذ مجموعة «افتوفاز» الروسية، في حين ابرمت مجموعة «كهرباء فرنسا» العملاقة الناشطة في مجال الطاقة آنذاك اتفاقاً مع المجموعة الروسية العملاقة «غازبروم» للدخول الى كونسورسيوم مكلف تنفيذ مشروع مد انبوب غاز «ساوث ستريم» الذي ينافس مشروع انبوب غاز «نابوكو» الأوروبي. وكانت زيارة بوتين الى فرنسا اثارت ضجة كبيرة في اوروبا الشرقية بسبب مباحثات بين باريس وموسكو حول امكانية شراء السفينة الحربية الفرنسية الضخمة من طراز «ميسترال». ويخشى جيران روسيا من استخدام هذه السفينة ضدهم. والجمعة، اعلن مصدر عسكري روسي انه سيتم التطرق الى مسالة شراء سفينة «ميسترال» الا انه لن يتم التوقيع على اي اتفاق بهذا الخصوص. وقال هذا المصدر: «بالتأكيد نحن نرغب في شراء حاملة مروحيات». و«ميسترال» سفينة ضخمة يمكن ان تنقل حتى 900 رجل، اضافة الى مروحيات ودبابات هجومية. وميدفيديف الذي يرافقه وفد يضم عدداً من كبار اصحاب الشركات الروسية، بينهم الاثرياء ميخائيل بروخوروف واوليغ ديريباسكا وفيكتور فيكسيلبرغ، سيلتقي ايضاً رجال اعمال فرنسيين. وسيتم التوقيع على سلسلة اتفاقات تجارية وعقود في قطاعات الطاقة والمصارف والفضاء والطيران، كما قال بريخودكو. ويشارك ميدفيديف غداً في مراسم امام نصب الجندي المجهول عند قوس النصر، وسيفتتح معرضاً بعنوان «روسيا المقدسة» في متحف اللوفر. وفي مقابلة مع مجلة «باري ماتش» الفرنسية اجراها مع اقتراب زيارته الى فرنسا، حرك سيد الكرملين المشاعر وهو يروي باندفاع اول نزهة له في جادة الشانزيلزيه واشادته بصناعة السينما الفرنسية، معتبراً انها قريبة من التقاليد الروسية.