بقدر ما يبدو المشهد في عدن «مأسوياً»، يشعر زائر هذه المدينة أن روحاً مختلفة تسكن سكانها بعد تحررهم من حصار الميليشيات الحوثية وقوات حليفهم الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، التي عاثت في المدينة تخريباً وتدميراً، حتى لا يكاد يخلو مبنى من آثار خلفها قصف المتمردين طوال أشهر، وهو ما رصدته «الحياة» في جولة قامت بها الأسبوع الماضي. ويتزاحم ملفان على طاولة الحكومة اليمنية الشرعية، التي عاد وزراؤها تباعاً إلى عدن، فالأولوية هنا لإعادة الإعمار، وتحرير بقية المحافظات، فضلاً عن ملفات فرعية، منها إعادة الأمن، والحد من انتشار الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، حتى غدت عدن سوقاً للأسلحة، في مدينة لم يكن أهلها يحملون السلاح، وإعادة الخدمات الأساسية، من صحة وكهرباء ومشتقات النفط. بدوره، أكّد وزير الشباب والرياضة رئيس مجلس المقاومة في مدينة عدن نايف البكري، في تصريح إلى «الحياة» على الدور الكبير لقوات التحالف في إعادة اليمن إلى الطريق الصحيح، باستعادتها من أيدي خاطفيها الميليشيات الحوثية، وشدد على أهمية دور القبائل اليمنية الموالية للشرعية في تحرير المدن اليمنية. وطالب القبائل الأخرى بالعودة إلى المسار الصحيح، وإعلان ولائها للحكومة. (للمزيد) وشدّد البكري على ضرورة قيام المسلحين بتسليم الأسلحة الثقيلة والخفيفة إلى الدولة وبسط نفوذ الأمن والجيش على بعض المعسكرات التي لا تزال في أيدي رجال المقاومة الشعبية، مشيراً إلى أن الحكومة تواجهها تحديات كبيرة منها استيعاب شباب المقاومة وإعادة تأسيس الأمن والجيش، مبيناً أن قراراً صدر من الرئيس اليمني باستيعاب المقاومة الشعبية ودمجها في الجيش والأمن اليمنيين.