يبدو الظرف الاتحادي مختلفاً شكلاً ومضموناً فالفريق يعيش ظروفاً صعبة جداً تردت فيها نتائجه إلى ما لا يرتقى لسمعة الفريق أو يرضي جماهيره العريضة، وفي ظل هذه «الأزمة» خرجت بعض الأقلام التي تطالب بإقصاء الإدارة وهو ما حدا ببعض الجماهير إلى أن تحذو الحذو نفسه وتطالب الإدارة بالرحيل في الوقت الذي لم تحاسب هؤلاء اللاعبين على ما يقدمونه من مستويات وأداء داخل المستطيل الأخضر، فمهما كانت الظروف أو المعوقات أو المسببات فلا يمكن لأسماء كالتي يمتلكها الاتحاد أن تقدم هذا الاداء أو المستوى الذي شاهدناه. لن أسير في ركب من يتهمون إدارة الاتحاد بالتسبب في الخلل الذي يعيشه الفريق فالخلل من وجهة نظري ليس مسؤولية الإدارة الحالية بل مسؤولية استراتيجية طويلة سار عليها الاتحاد طوال سنوات خلت وأتت ثمارها خلال مرحلة معينة لكن كان لها ضريبتها التي يجب أن يدفعها الاتحاد من دون مواربة. تعالوا معي نستعرض قائمة الفريق الاتحادي طوال الأعوام الماضية سنجد أن هناك ثباتاً كبيراً في ظل الخبرة العريضة التي يتمتع بها اللاعبون والانسجام الكبير بينهم لكن هذه الأسماء ترهلت من دون أن يطال جوانبها أي تجديد ولم يعد لدى الفريق اللاعب البديل المميز واقتصر التشكيل على 11 لاعباً من دون أن يتم فتح الفرصة لأي أسماء شابة. أتساءل من هو بديل محمد نور وتكر والصقري وأبو شقير وكريري؟ والإجابة بلا شك: لا أحد، إذاً أين هو اللاعب المحفز للاعب الأساسي، اللاعب الذي يشعر «الأساسي» انه بالإمكان إذا لم يقدم المستوى المطلوب منه فإن مصيره سيكون دكة الاحتياط وهو السر الذي لعب على أوتاره مدرب الأهلي فحظي بنجاحات أدائية كبيرة في بداياته. من الطبيعي أن يمر «العميد» بما مر به من ظروف في ظل الوضع الذي شرحناه لكم، لكن الأمر غيرالطبيعي هو أن لا يستطيع نجوم الاتحاد الثابتون طوال الأعوام الماضية في أن ينتشلوا فريقهم من حالته، فهم ليسوا في حاجة إلى خبير فني أو إداري محترف أو طبيب نفسي لينتشلوا أنفسهم من حالة «التوهان»، فأين هي خبرة محمد نور وقياديته إذا لم ينفع الفريق في هذا الوضع، واين هي خبرة بقية اللاعبين إذا لم يضطلعوا بدورهم في هذا الوقت الذي يحتاجهم فيه الاتحاد، فكرامة «القميص» لا تحتاج إلى أي «توجيه» فهي تنبع من «القلب» الذي لم يعد ينبض في «العميد». [email protected]