في خطوة مفاجئة التقى الرئيس السوداني عمر البشير حليفه السابق، المعارض الحالي لنظامه زعيم حزب المؤتمر الشعبي حسن الترابي مساء أول من أمس، كاسراً جليد قطيعة امتدت لحوالى 14 سنة. واتفق الرجلان على تسريع خطوات التحضير لحوار يجمع الفرقاء السودانيين لتحقيق مصالحة وطنية في البلاد. (راجع ص 6) وكان استقبال البشير الترابي حاراً، إذ رحّب به على مدخل القاعة الرئاسية، والتقيا لساعة في حضور رموز «الحرس القديم» من الجانبين الذين حكموا البلاد عشر سنين، ثم انشقوا حزبين عام 1999. وأثار تقارب الإسلاميين مخاوف قوى أخرى معارضة، إذ قال رئيس حزب الأمة الصادق المهدي: «إن البشير والترابي إذا اجتمعا للعودة إلى المربع الأول الذي أذاق السودان عشر سنين من التمكين والإقصاء والقهر، فسنعارضهما، وإذا كان اتحادهما لمصلحة الأجندة الوطنية فنرحب به ونعتبره جزءاً من ترميم الجسم الوطني المطلوب». وكان البشير أمر بوضع الترابي تحت الإقامة الجبرية بعد اعتقاله مع 10 ضباط بتهمة تدبير انقلاب على نظام الحكم في آذار (مارس) 2004.