لا تكفي مفردة «معاناة» لوصف الوضع الذي تعيشه أسرة المسجون همام محمود صالح، الذي يعول أسرة مكونة من 12 فرداً، أكبرهم يبلغ من العمر 25 عاماً. قبل السجن، كان همام يواجه الحياة وظروفها ويطعم أفواه أبنائه وزوجته ووالده، من خلال شاحنة «المرسيدس»، إذ كان يجوب بها أطراف البلاد لإيصال حمولة هنا أو هناك. كان مؤمناً ومتفائلاً، يعود إلى أسرته مرهقاً فتسعده دعوة من والده أو ابتسامة من أحد أطفاله، كانت بالنسبة إليه الوقود الذي يحفزه على العمل وتحمل الأعباء. لم يكن يملك من هذه الدنيا شيئاً، حتى الشاحنة تعود ملكيتها إلى شركة يعمل فيها، ولكنه سعيد بأسرته، لا يعنيه سوى إسعادهم حاضراً وتأمين مستقبلهم، حتى وقع ما لم يكن في الحسبان، إذ وقعت له حادثة مرورية نتجت منها وفاة شخص، وطولب همام بدفع 300 ألف ريال مبلغ الدية. ويوضح أحد أقارب همام ل«الحياة»: «ظروف الأسرة لم تكن جيدة حتى قبل دخول همام إلى السجن، ولكن على الأقل كان موجوداً يعولهم ويحل مشكلاتهم ويقف على ما يؤرقهم». ويضيف: «إلا أن سجن همام وضع الأسرة في ظروف سيئة للغاية، ولا أبالغ إن قلت إنهم يعيشون وضعاً مأسوياً، ولا يوجد أحد يقوم على متطلباتهم، فوالد همام مسن لا يستطيع حتى خدمة نفسه في الأمور الخاصة، وأطفاله ما زالوا صغاراً على مواجهة الحياة». ويلفت قريب همام إلى أنه صدر في حق همام صك شرعي من المحكمة العامة في الخفجي بدفع دية قدرها 300 ألف ريال، مشيراً إلى أن: «الأمور تسير نحو الأسوأ، فورثة المتوفى لم يقبلوا خفض المبلغ، وهمام ما زال في السجن». ما يؤرق أسرة همام أن الوضع لم يتغير منذ دخوله السجن، «لا بوادر تشير إلى انفراج في مبلغ الدية، ولا أخفي أن الوضع النفسي لهمام أصبح سيئاً». ويطالب قريب همام من فاعلي الخير والميسورين في هذه البلاد المباركة بمساعدة همام وأسرته ودفع الدية إلى ورثة المتوفى، حتى يخرج من السجن ويلتفت لوضع أسرته البائسة.