مبروك ثابت 33 عاماً يعيش في حي العروج جنوب محافظة صبيا، ويسبح في لجة من الأسى والحزن العميق بعد أن أوشك العمى أن يختطف نور عينيه وضياء بصره. معاناة الشاب مبروك ليست وليدة اليوم، إذ أصيب بمرض الشبكية وهو في سن باكرة، الأمر الذي جعله يعيش طفولة بائسة ومؤلمة، خصوصاً على الصعيد النفسي. لم يكن العلاج صعباً على المستوى الطبي، ولكن ظروف والد مبروك آنذاك لم تسمح له بالتداوي، وهو ما اضطره إلى القول: «أشعر بمرارة في الحلق وأكاد أختنق كلما تذكرت أن العوز كان سبباً في المضاعفات التي أقاسيها الآن»، مضيفاً: «يدمي قلبي أني ألاحظ نور بصري يتلاشى يوماً بعد آخر، ولا أستطيع استعادته بسبب ضعف إمكاناتي المادية». كاد يغمى على مبروك عندما صارحه الأطباء بسوء الوضع الصحي لعينيه، «راجعت مستشفيات جازان وفي كل مرة يخبرني الأطباء أن مستوى الإبصار لدي مستمر في الضعف»، لافتاً إلى أن كثيراً من الأطباء أوصوه بالبحث عن العلاج خارج البلاد. التطورات الأخيرة تجعل مبروك يضع يده على قلبه، فهو يخشى أن يعيد الزمن سيرته الأولى، وتكون للظروف المالية كلمتها القوية، «لا أرى للنفق نهاية، أعزي نفسي كلما أويت إلى الفراش، أنا مؤمن بقضاء الله وقدره وأدعو الله ليل نهار أن ييسر لي من فاعلي الخير من يساعدني في علاج عينيّ». ولا يخفي الشاب التائه أنه يتألم نفسياً، «ضعف النظر كبلني وأحرجني مع الآخرين، ولذلك فضلت العزلة عن المجتمع، وليت الأمر توقف عند ذلك الحد، فأنا عاجز عن العمل، فمن سيوظف شخصاً أشبه بكفيف». لم ينسَ مبروك أسرته التي تعاني وضعاً مأسوياً من الناحية المعيشية، «أحد أبنائي الستة معوق، وأنا عاجز عن توفير أي شيء لهم، لا ذنب لهم في ما يمرون به سوى أنني والدهم، مللت وأنا أسكب الدموع وأطلق الزفرات كلما تذكرت مستقبلهم المظلم». ويختم مبروك: «لا أستطيع العمل أو الحركة، فأنا لا أرى شيئاً في النهار ويزداد الوضع سوءاً في الظلام، وآمل من الله بأن يسخر لي من يشعل قناديل الأمل ومشاعل الخير، فأنا أعيش على حافة اليأس، ولكن رجائي في الله ثم في أهل الإحسان كبير في إنقاذي وإنقاذ أسرتي من الضياع».