منذ كانت صغيرة وهي تقاسي العوز والحاجة، عاشت في كنف أسرتها ذات الدخل المحدود، إلى درجة أنها لم تستطع إكمال دراستها. حينما كبرت فضلت الزواج باكراً بسبب ظروف أسرتها، ولكنها تزوجت من رجل لم تكن ظروفه أفضل، فعاشت حياة مؤلمة وبائسة. اختارت المواطنة أم فيصل أن تمضي حياتها الزوجية مع رجل معوق طمعاً في الأجر، ولم تعِ وقتها أن المأساة ستكبر وتخرج عن سيطرتها، إذ كتب لها القدر خمسة أبناء عاشت معهم حياة قاسية، تضطرها في بعض الأحيان إلى وضع السكر في الماء لسد جوعها. وتقول أم فيصل: «تزوجت رجلاً يعاني من الضغط والسكر، علاوة على معاناته الحقيقية من الفشل الكلوي، ثم تطورت الأمور وزادت سوءاً، فأصيب بالغرغرينة التي أكلت قدميه وأقعدته عن الحركة»، مؤكدة أن تتابع الأمراض عليه ثم عجزه أديا إلى عدم قدرته على الحركة، وبالتالي تحول إلى عاطل عن العمل. وتضيف: «وجدنا أنفسنا في لحظة ما نعتمد في حياتنا بعد الله سبحانه وتعالى على مساعدة الضمان الاجتماعي البالغة 2300 ريال شهرياً، يذهب أكثر من نصفها لسداد الإيجار والبقية بالكاد تسد جوعنا»، لافتة إلى أن التأهيل الشامل كان يساعدهم بمبلغ 800 ريال في الشهر، إلا أنها انقطعت بعد وفاة زوجها. ولا تخفي أم فيصل عجزها وضعفها عن مواجهة ظروف الحياة: «أنا امرأة وحيدة وضعيفة لا حيلة لي، ولا أعلم ما أفعل، الديون تكسر ظهري، والتزامات الحياة تدمع عيني كل ليلة»، موضحة أنها لا تملك سوى الهروب إلى زاوية مظلمة من شقتها والبكاء عندما يطلب أحد أبنائها شيئاً ضرورياً لا تستطيع جلبه. ليس العوز وحده ما يؤلم أم فيصل وأبناءها، فهناك معاناة أخرى، «اثنان من أبنائي يعانون من مرض السكر والصرع منذ أكثر من 16 عاماً، وذهبت بهما إلى أكثر من طبيب حتى أعالجهما، لكن قدر الله أن يستمر معهما المرض»، مشيرة إلى أنها تتألم كلما تتذكر أنها عاجزة عن متابعة علاجهما. فكرت الأرملة أم فيصل في البحث عن وظيفة تستطيع من خلالها إطعام أفواه أبنائها، «لكن ما الوظيفة التي ستقبل بي؟ فظروف الحياة لم تمكنني من إكمال تعليمي، وحاولت البيع والشراء مثل الباعة الجائلين، ولكن الأمر يحتاج إلى رأسمال، ومن سيقرضني وأنا بلا دخل بلا شهادة؟». وتتمنى أم فيصل من فاعلي الخير والباحثين عن الأجر من أبناء هذه البلاد المباركة، النظر إلى وضعها ووضع أبنائها بعين العطف والرحمة، والعمل على مساعدتهم وإيجاد حل للوضع المأسوي الذي يعيشونه.