عمان - أ ف ب - ما ان يسدل الليل ستاره حتى تنبعث الحياة مجدداً في عمان التي اعتبرت لفترة طويلة مدينة محافظة، فتضج نواديها ومطاعمها ومقاهيها التي انتشرت بكثافة خلال السنوات الاخيرة، برواد متعطشين للسهر. قبل 10 سنوات فقط كانت مناطق عمان الغربية الراقية مثل «عبدون» حكراً على منازل الاغنياء والسفارات الاجنبية، أما اليوم فأصبحت تزخر بالمطاعم والمقاهي التي تجذب الشباب اليافعين المتعطشين لنمط الحياة الغربية. وطاول تغيير الصورة النمطية، أماكن مثل «شارع الرينبو»، أبرز شوارع عمان القديمة، حيث انتشرت مطاعم ومقاه بينها «وايلد جوردان» و «لا كال» و «بوكس آت كافيه» التي تجذب مثقفين ومتحررين فكرياً. يقول الفنان نبيل صوالحة ان «حياة السهر كانت موجودة في عمان، لكن في شكل محدود، ففي ثمانينات القرن الماضي مثلاً كان هناك ديسكو... في فندق «انتركونتيننتال»، وكنت أملك نادياً اسمه «كارت ويل»، أما الآن فأماكن السهر أكثر بكثير». ويتابع: «في اغلب الاحيان، كنا نخرج للسهر مرة أو مرتين في الشهر، لكن شباب اليوم يسهرون أسبوعياً وبعضهم يومياً وكأنه واجب مفروض عليهم»، مشيراً الى ان «هذا يفرض عبئاً مادياً واجتماعياً». ويتحمس شباب الاردن من الجنسين لتغيير سمعة مدينتهم وإضفاء صورة جديدة لها مشابهة لصورة بيروت حيث حياة الليل والسهر الأكثر اثارة وشهرة في العالم العربي. ويتجمع أردنيون يقودون سيارات فارهة ويرتدون آخر صيحات الموضة تقريباً كل ليلة في ملاهي عمان الغربية ومطاعمها ومقاهيها. في نادي «أب ستيرز» الليلي الذي يشهد ازدحاماً تحديداً ليالي الخميس في عبدون، إحدى أكثر المناطق ثراء في عمان، يختلط حسن الحسن وخالد نفاع مالكا المكان مع رواد ناديهما بمن فيهم نساء يرتدين بناطيل جينز ضيقة واحذية بكعب عال، ويرقص الجميع بمرح على أنغام الموسيقى. ويقول حسن: «لا يزال بلدنا محافظاً، لكن الناس هنا بدأوا شيئاً فشيئاً يهتمون بشكل أكبر بالترفيه والسهر ليلا»، مضيفاً أنه يجب عدم مقارنة عمان ببيروت حيث «تختلف العقلية ونمط الحياة والثقافة». ويتفاءل بمستقبل: «لمثل هذا النوع من الاستثمار»، ويوافقه نفاع الرأي، ويضيف ان «اولئك الذين لم يزوروا الاردن من قبل سيفاجأون بحياة السهر لدينا». وليس بعيداً من «أب ستيرز» في حي قرب شارع المطار يصطف شباب تتراوح أعمارهم بين 20 الى 30 سنة على مدخل «النادي 51» المزدحم، فيما يحرص حراس على سير الأمور بسلاسة. وتقول ياسمين (25 سنة)، التي كانت ترتدي معطفاً أسود طويلا من الصوف وجينزاً أزرق وقد إحمر أنفها من شدة البرد «الجو بارد جداً لكنها عطلة نهاية الاسبوع، وشعرت بالرغبة بالخروج والاستمتاع بوقتي».