واجه النزوح السوري «سفر برلك» سياجاً أوروبياً جديداً بعدما أغلقت دول البلقان وأوروبا الوسطى حدودها في وجه اللاجئين أمس، إذ أقفلت كرواتيا 7 من معابرها الحدودية ال8 مع صربيا، وبدأت هنغاريا ببناء سياج جديد على حدودها مع كرواتيا، فيما أوقفت سلوفينيا رحلات القطارات إليها. (للمزيد). ومنذ أن أغلقت هنغاريا الثلثاء الماضي، حدودها مع صربيا بإقامة سور مزدوج من الأسلاك الشائكة، حاول اللاجئون المتوافدون إلى أوروبا الغربية هرباً من الحروب في سورية والعراق الدخول إلى دول الاتحاد الأوروبي عبر بلدان أخرى وفي طليعتها كرواتياوسلوفينيا. وقال رئيس الوزراء الكرواتي زوران ميلانوفيتش أمس، إن بلاده لا يمكنها تحمل عبء آلاف المهاجرين بعد الآن أو تسجيلهم أو استيعابهم، وهي لن تقبل بهذا الأمر، وذلك إثر تدفق أكثر من 13 ألف مهاجر في غضون يومين فقط إلى بلاده. وقال في مؤتمر صحافي إنه لن يتم تسجيل هؤلاء الوافدين واستيعابهم، بل «سيحصلون على الطعام والماء والمساعدة الطبية لكن سيتعين عليهم بعد ذلك أن يمضوا قدماً. وعلى الاتحاد الأوروبي أن يعرف أن كرواتيا لن تصبح نقطة جذب للمهاجرين. لدينا قلوب لكن لدينا عقول أيضاً». في المقابل، اتهمت سلوفينيا أمس، كرواتيا بانتهاك قواعد الاتحاد الأوروبي واتفاقية «شنغن» التي تسمح بالسفر من دون تأشيرة بين دول الاتحاد. وقال وزير الدولة في وزارة الداخلية السلوفينية بوستيان سيفيتش إن الشرطة تعد وحدات استقبال إضافية قبل تدفق متوقع للاجئين من كرواتيا. وتوقع الوزير أن يعبر نحو ألف مهاجر من كرواتيا اليوم. كذلك، اتهم وزير الخارجية الهنغاري بيتر سزيارتو، كرواتيا، بتشجيع المهاجرين على خرق القانون عبر نقلهم إلى الحدود مع بلاده ليتسللوا منها إلى الأراضي الهنغارية. وقال سزيارتو في بلغراد إثر اجتماع مع نظيره الصربي إيفيتشا داسيتش ووزير الداخلية الصربي نيبويسا ستيفانوفيتش: «بدلاً من التقيد بالقوانين المرعية الإجراء في الاتحاد الأوروبي فإنها (السلطات الكرواتية) تشجع الحشود على خرق القانون، بعبور الحدود بشكل غير شرعي». في غضون ذلك، لقيت طفلة سورية في الرابعة من عمرها مصرعها غرقاً قبالة السواحل التركية، بعد غرق مركب كان يحاول الوصول الى اليونان، وذلك بعد أسبوعين من موت الطفل الكردي إيلان. وأفادت وكالة أنباء الأناضول التركية الرسمية بأن خفر السواحل الأتراك تمكنوا من إنقاذ 14 سورياً بينهم 8 أطفال على المركب ذاته الذي كان متجهاً إلى اليونان. وحاول مئات اللاجئين السير من مدينة أدرنة (شمال غرب تركيا) إلى الحدود مع اليونان، لكن السلطات التركية صدتهم. وأعلن مدعون هولنديون اعتقال سوريَيْن يُشتبَه بأنهما يديران عصابة كبيرة لتهريب البشر جلبت مئات اللاجئين السوريين إلى أوروبا. وأفاد بيان رسمي هولندي أن العصابة اتصلت باللاجئين في تركيا وعرضت عليهم رحلات بالقوارب إلى اليونان وإيطاليا لقاء 7 آلاف يورو، فيما تكلّف الرحلة البرية إلى دول أوروبية أخرى من بينها الدنمارك والسويد وألمانيا نحو 1500 يورو إضافية.