تزايدت الصعاب أمام اللاجئين - المهاجرون الذين يحاولون الوصول إلى غرب أوروبا، مع إغلاق هنغاريا حدودها بأسلاك شائكة وفرض عقوبات قاسية على من يتسلل عبرها، فيما تصدت الشرطة التركية بقوة لآلاف الساعين إلى عبور الحدود في اتجاه اليونان. وسجلت صدامات أمس، بين الذين حاولوا التسلل عنوة الى هنغاريا لمتابعة رحلتهم إلى النمسا وألمانيا. واستخدمت الشرطة الهنغارية خراطيم المياه والقنابل المسيلة للدموع لصد المتسللين الذين رشقوها بالحجارة والزجاجات الفارغة. وأُوقف 367 مهاجراً نجحوا في دخول الأراضي الهنغارية، وأُحيلوا الى المحاكمة في تهم تصل عقوبتها إلى السجن أو الإبعاد. (للمزيد) وفي حكم هو الأول من نوعه، دانت محكمة هنغارية أمس، لاجئاً عراقيا بتهمة عبور السياج الحدودي بطريقة غير مشروعة وأمرت بطرده. وقال القاضي الذي أصدر الحكم: «هذه رسالة للآخرين، للجناة المحتملين، بأنه يتعين عليهم عدم ارتكاب هذه الجريمة». وأبدى مهاجرون على الحدود الصربية – الهنغارية ذهولهم للتحول المفاجئ في التعامل معهم، بعد الصدامات الأولى من نوعها والتي أسفرت عن إصابة عدد منهم بجروح. ولم يكن الوضع أفضل على الحدود التركية، حيث صدت قوات مكافحة الشغب المهاجرين ومنعتهم من مواصلة رحلتهم إلى الأراضي اليونانية. وتستضيف تركيا أكثر من مليوني لاجئ سوري وعراقي يشكلون التعداد الأكبر للاجئين في دولة واحدة، غير أن قلة فرص العمل دفعتهم إلى محاولة العبور بشكل غير شرعي إلى الدول المجاورة أملاً في حياة أفضل في أوروبا. ومع إغلاق الحدود الهنغارية في وجههم، تحول المهاجرون إلى كرواتيا التي أبدت استعداداً لتسهيل عبورهم إلى الغرب، لكن رحلتهم تصطدم بتشديد الرقابة على الحدود في النمسا وألمانيا لإبطاء وتيرة تدفق المهاجرين إلى البلدين. وعلى رغم الصعوبات، تواصل تدفق اللاجئين بالآلاف عبر الحدود اليونانية- المقدونية في طريقهم إلى هنغاريا، في غياب أي مؤشر إلى انحسار موجة الهجرة. وانتقد رئيس الوزراء الكرواتي زوران ميلانوفيتش إغلاق هنغاريا حدودها واعتبر ذلك «مضراً وخطراً»، وقال إن «بناء الجدران لن يوقف أي شخص وسيوجه رسالة مريعة»، فيما أبدى مهاجرون مخاوفهم من أن يعلقوا في كرواتيا وسلوفينيا المجاورة، نتيجة تشديد الرقابة على الحدود النمسوية. وناقشت المستشارة الألمانية أنغيلا مركل مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حلولاً لأزمة المهاجرين، لكن هذه الحلول بدت بعيدة المنال مع تركيزها على إيجاد حل للأزمة في سورية.