بدا أن قضية خلية «حزب الله» اللبناني التي اتهمتها مصر بالتخطيط لاعتداءات وتهريب أسلحة إلى غزة، ستتخذ بعداً دولياً، بعدما أوفد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس مبعوثه الخاص تيري رود لارسن إلى القاهرة للاطلاع على التحقيقات في القضية. وقالت مصادر مطلعة ل «الحياة» إن المنظمة الدولية يمكن أن تعتبر الملف «انتهاكاً للقرارات الدولية المتعلقة بلبنان، خصوصاً القرارين الرقم 1559 والرقم 1701». وكانت قضية الخلية محور لقاء لارسن مع الرئيس المصري حسني مبارك في القاهرة أمس. وقال المبعوث الدولي إن اللقاء كان «مطولاً وجيداً للغاية، وجاء بناء على تكليف عاجل من الأمين العام للأمم المتحدة بالتوجه إلى القاهرة للاستماع من الرئيس مبارك شخصياً إلى مجريات قضية تدخل حزب الله في مصر، خصوصاً بعدما تبيّن أنه يعمل على الأراضي المصرية منذ فترة». وأشار إلى أن «الأمين العام يدين في شكل واضح هذا الانتهاك غير المبرر لسيادة مصر و(التدخل في) شؤونها الداخلية، ويتابع عن كثب كل ملابسات هذا الموضوع». وأضاف أن «الأمر الآن في يد القضاء المصري الذي يحقق في الواقعة، وستتابع الأممالمتحدة عن قرب نتيجة هذا التحقيق». وأكد أن «مصر ستظل عماد الاستقرار في الشرق الأوسط... وبان يتضامن تماماً مع الرئيس مبارك ومع الشعب المصري». وفي ما يخص التحقيقات في القضية، يعاين فريق من نيابة أمن الدولة العليا اليوم منازل المتهمين في العريش وسيناء. واستأنفت النيابة في ساعة متقدمة من مساء أمس التحقيقات مع المتهمين باستكمال المواجهات بينهم، فيما قال وزير الشؤون القانونية والمجالس النيابية مفيد شهاب إن «النتائج الأولى للتحقيقات أشارت إلى أن التنظيم غير المشروع التابع لحزب الله كلف بمهمات خاصة بنشر المدّ الشيعي بتحريض من قوى خارجية، إضافة إلى جمع المعلومات وتنفيذ أعمال تخريبية في مصر وتهريب أسلحة». وأشار إلى أن التحقيقات ما زالت مستمرة «وإذا ثبتت إدانة المتهمين، ستتم محاسبتهم، وسنعمل نصوص القانون المصري تجاه تنظيم حزب الله». غير أن محامي «الإخوان المسلمين» عبدالمنعم عبدالمقصود الذي يترافع عن بعض المتهمين في القضية أكد ل «الحياة» أن «الاتهامات بخصوص نشر المدّ الشيعي وردت فقط في محضر تحريات مباحث أمن الدولة، لكن أياً من المتهمين لم يقر بهذه التهمة». وأشار إلى أن قائد التنظيم محمد يوسف منصور، المعروف باسم سامي شهاب، «لم يعلم أعضاء التنظيم بحقيقة انتمائه إلى حزب الله». وأضاف أن متهماً مصرياً يدعى إيهاب القليوبي «قال أمام النيابة إنه لم يكن يعلم بحقيقة أمرهم، والأمر كله كان متعلقا بدعم المقاومة... أي أن القضية ليست فكراً». وأفاد أن التحقيقات استؤنفت مساء أمس بعد توقف دام ثلاثة أيام، وأن المواجهات ستستكمل بين المتهم الفلسطيني ناصر جبر وبقية المتهمين. وأوضح أن النيابة أبلغته بأن فريقاً من محققيها سيعاين اليوم منازل المتهمين في العريش وسيناء والأماكن التي كانوا يترددون عليها، ولم يستبعد أن يرافق المتهمون المحققين في هذه المعاينة.