تمكّن الأردن مدعوماً من مجموعتي الدول العربية والإسلامية في الأممالمتحدة، من استصدار دعوة عاجلة من مجلس الأمن لإنهاء العنف والأعمال الاستفزازية في الحرم الشريف، وتأكيد ضرورة إعادة الوضع في المسجد الأقصى المبارك الى ما كان عليه، والحفاظ على الوضع القائم فيه. وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، مساء أول من أمس، للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، أن بلاده مصمّمة على فرض الالتزام «الصارم» بالوضع القائم في الأقصى. وجاء موقف مجلس الأمن ثمرة تحرّك عربي جماعي دعماً للموقف الفلسطيني المطالب بتحمّل المجلس مسؤولياته والضغط على إسرائيل لوقف انتهاكاتها في الأقصى، وبعد سلسلة لقاءات أجراها السفراء العرب مجتمعين مع الأمين العام للأمم المتحدة، ورئيس مجلس الأمن، ورئيس الجمعية العامة، وأعضاء في مجلس الأمن أول من امس. وتبنّى مجلس الأمن بالإجماع، بياناً مساء اليوم نفسه، شدّد فيه على «ضرورة السماح للمصلّين المسلمين في الحرم الشريف بممارسة شعائرهم بسلام ومن دون عنف أو تهديد أو استفزاز». وأكد أن على الزائرين والمصلّين أن «يتصرفوا بضبط النفس واحترام قدسية المنطقة والحفاظ على الوضع القائم في المواقع المقدسة». وكانت الولاياتالمتحدة طلبت «وقتاً لدرس مشروع البيان» منذ الثلثاء، لكنها عادت ووافقت عليه بعد إدخال تعديلات طفيفة، في ضوء الاتصالات المكثّفة التي تولاها الأردن مع الجانب الأميركي على أكثر من مستوى. وحضّ المجلس في بيانه، على «ضرورة الحفاظ على الوضع القائم، ودعا الى وقف أعمال العنف في شكل فوري، واتخاذ كل الخطوات المناسبة للتأكد من انتهاء العنف والأعمال الاستفزازية، وأن يعود الوضع الى حاله الطبيعية، بما يعزز التقدّم لأجل السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين». وأعرب مجلس الأمن عن «القلق البالغ في شأن التصعيد في القدس، خصوصاً الاشتباكات حول الحرم الشريف». ودعا الى «ممارسة أقصى درجات ضبط النفس والامتناع عن الأعمال الاستفزازية والحفاظ على الوضع التاريخي القائم في الحرم الشريف قولاً وعملاً». كما دعا الى «الاحترام الكامل للقانون الدولي وحقوق الإنسان في القدس، وحضّ كل الأطراف على العمل معاً لخفض التوتر وعدم تشجيع العنف في المواقع المقدسة في القدس». ودعا الى «إعادة الهدوء» و «الاحترام الكامل لقدسية الحرم الشريف»، مشيراً الى أهمية الدور المميز للأردن فيه وفق ما جاء في اتفاقية السلام عام 1994 بين الأردن وإسرائيل، داعياً الى زيادة التنسيق بين إسرائيل ودائرة الأوقاف الأردنية. وكان الأقصى شهد مواجهات عنيفة بين قوات إسرائيلية ومحتجين فلسطينيين، إثر دخول يهود باحة المسجد للاحتفال ببداية السنة العبرية، إذ خشي الفلسطينيون أن تنفّذ إسرائيل خططها لتقسيم المسجد زمانياً بين اليهود والمسلمين. وجاء في بيان لأجهزة نتانياهو (أ ف ب)، أن «رئيس الوزراء قال أن اسرائيل تتصدّى للعنف في جبل الهيكل (التسمية اليهودية للمسجد الأقصى) وتحافظ بصرامة على الوضع القائم». وقالت ناطقة باسم الشرطة مساء الخميس، أنه لن يُسمح إلا للرجال الذين تزيد أعمارهم عن 40 سنة بدخول المسجد لصلاة الجمعة، وأنه سيتم نشر تعزيزات أمنية في المدينة.