في لقاء أجرته «الحياة» مع «غلا الخالدي» المتفائلة باليوم الذي ستركض فيه، وأثبتت أن الطفل المعاق يمتلك عدداً من المواهب وبعد تخرجها من المرحلة الابتدائية للمتوسطة، وبحثها عن مدرسة تقبلها، فأصبح اسمها مألوفاً لأكثرية المتابعين لوسائل التواصل الاجتماعي، ليس لأن قصتها مختلفة عن كثير من ذوي الإعاقة، ولكن لأنها وهبت مثلما تقول «عزيمة وإرادة وصبراً» تعلمت ألا تستسلم. وتعود قصتها إلى مناشدتها المدارس الأهلية في الرياض، أن ترضى بها طالبة بين صفوفها وهي تمتطي كرسيها المتحرك، ما دفع الآلاف في «تويتر» إلى التعاطف معها والدهشة في وقت واحد، إذ بدا الكثيرون غير مدركين أن مئات المدارس في السعودية ليست مؤهلة لاستقبال ذوي الاحتياجات الخاصة! وزير التعليم الدكتور عزام الدخيل تفاعل مع «غلا» فانتشرت قصتها على نطاق أوسع، إلا أن الحل لم يكن بين يديه، فهو وزير وحسب، بينما التربوي، عضو مجلس الشورى السابق الدكتور عبدالعزيز الثنيان كان أسرع في إسعاف «غلا»، فبعث إلى حسابها مرحباً بها في مدارس ابن خلدون التي يترأس مجلس إدارتها، وجعلها منذ البداية صديقة لذوي الظروف الخاصة. وتروي قائلة :«قصتي مع الإعاقة هي إرادة الله سبحانه وتعالى ولا تختلف عن قصص الكثيرين من هذه الفئة فقد بدأت قصتي نتيجة خطأ طبي أثناء الولادة تسبب لي في نقص بالأوكسجين أثر على قدرتي على الوقوف والتوازن والمشي بشكل طبيعي. ونحمد الله أن الإصابة بسبب نقص الأوكسجين لم تؤثر على قدرتي العقلية والفكرية، لأن الإعاقة إعاقة الفكر والعقل وليست إعاقة الحركة». أما شخصيتها المختلفة، فقالت إنها تعود إلى أن «الله سبحانه وتعالى وهبني الصبر والإرادة والعزيمة والإصرار منذ صغري، وأيضاً إيماني بالله سبحانه وتعالى أن جعلني بحاجة لهذا الكرسي، وساهمت أمي بصقل ذلك ودعمي بشكل متواصل كما أن التجربة التي مررت بها لها أيضاً دور كبير فمنذ اكتشاف المشكلة خضعت لعلاج مكثف ومستمر وتحملت الكثير من الفحوصات وإجراء عدد من العمليات». وحول التحولات البارزة في حياة الطالبة، خصوصاً أنها بدت ذات ثقافة أكبر من عمرها، أضافت «أبرز التحولات إدراكي لأهمية الجمع بين الدراسة والعلاج، فقد وفقني الله لمواجهة هذا التحدي بإصرار وعزيمة. فمنذ المراحل الأولى أدركت وبدعم من والدتي أهمية وضع جدول زمني يومي والالتزام به، فأصبحت لا أقضي في البيت إلا ساعات قليلة وأغلب ساعات النهار أقضيها متنقلة بين المدرسة ومراكز العلاج. أعود من المدرسة الساعة الواحدة ظهراً وأخرج في الساعة الثالثة عصراً للعلاج لأعود في الساعة السادسة أو السابعة مساء لأقضي بقية الوقت قبل النوم بالمراجعة وحل الواجبات المدرسية. هذه التجربة منحتني إدراك المسؤولية بجهود والدتي ووالدي كما أن تعامل أمي وأبي معي منذ صغري كشريكان في القرارات التي تخصني، وتخص علاجي له دور كبير في قبولي للعلاج، وقدرتي على المشاركة في اتخاذ القرار المناسب معهم». ولدى سؤالها عن قصتها التي جعلتها حديث أوساط في «تويتر»، تؤكد: «انتقلت من المرحلة الابتدائية إلى المرحلة المتوسطة كنت أبحث مع والدتي عن مدرسة متوسطة تقبلني وتكون مهيأة لذوي الاحتياجات الخاصة، ولم تتكلل جهودنا بالنجاح، نظراً إلى أن أغلب المدارس الأهلية غير مهيأة، ولا تقبل ذوي الاحتياجات الخاصة، فلجأت إلى «تويتر» لعرض مشكلتي، وقد تفاعل معي وزير التعليم الدكتور عزام الدخيل، ووكيلة التعليم للبنات الدكتورة هيا العواد، ومدارس ابن خلدون التي رحبت باستقبالي وقبولي. هذه قصتي مع مدارس ابن خلدون وستمضي هذه العلاقة إلى أبعد حد فلن أنسى موقف مدارس ابن خلدون وتفاعلهم معي، وسيكون إن شاء الله لهم أثر كبير في مستقبلي». وبسعادة ذهبت «غلا» تنظر إلى مستقبلها مع المدرسة الجديدة، مضيفة: «كانت أيامي الأولى جميلة جداً في مدارس ابن خلدون ويعود ذلك لترحيب إدارة المدرسة وتعاونها معي، واستقبالهم الرائع. فلم يشعروني أنني غريبة عنهم لذا تأقلمت بسرعة مع المدرسة».