أعلن رئيس «اللقاء النيابي الديموقراطي» وليد جنبلاط ان زيارته قطر الأسبوع الماضي كانت «لتأكيد أهمية الخطوات التي قامت بها هذه الدولة في إطار مساعدتها اللبنانيين على تخطي مرحلة الانقسام العميق من خلال اتفاق الدوحة الذي وفر على البلد مخاطر الانزلاق الأكيد نحو الاقتتال الداخلي المقيت الذي كان من الممكن أن يدخل لبنان في دوامة العنف والعنف المضاد». واعتبر جنبلاط في مقاله الأسبوعي الى جريدة «الأنباء» الصادرة عن الحزب التقدمي الاشتراكي ان «الجهود الاستثنائية التي بذلتها قطر أدت الى وأد الفتنة والحؤول دون غرق لبنان في الحرب الأهلية مجدداً وساعدت على أن يتنفس اللبنانيون الصعداء بعيداً من منطق الحروب العبثية». ولفت الى ان اتفاق الدوحة «أكد أهمية توافق اللبنانيين وضرورة أن يواصلوا سعيهم المشترك لبناء الدولة التي تبقى القاسم المشترك بين الجميع والتي تستطيع أن تبدد هواجس كل الأطراف ومخاوفهم لا سيما بعد أن يكونوا تشاركوا في تعزيز دورها وجعلوها المرجعية الأولى والأخيرة لمعالجة خلافاتهم، ولأنها الإطار الذي يتوافر من خلاله الحوار بين مختلف الأطراف»، قائلاً ان «هذا الاتفاق جاء ليستكمل الثوابت والأسس التي أرساها اتفاق الطائف وهو المرجعية الميثاقية والدستورية التي حسمت هوية لبنان وعروبته وأكد العلاقات المميزة مع سورية واتفاق الهدنة مع إسرائيل. وهو الاتفاق الذي حصل برعاية المملكة العربية السعودية وسورية في تلك الحقبة الحساسة من تاريخ لبنان. وهذه المكتسبات الكبرى من المفترض الحفاظ عليها من خلال حماية الاستقرار الداخلي والسلم الأهلي بصورة مستمرة ومهما كانت الظروف قاسية أو صعبة». وشدد جنبلاط على «أهمية أن يحافظ لبنان على علاقاته الطيبة والأخوية والودية مع كل الدول العربية ومن بينها قطر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وسواها من دول الخليج العربي التي تحتضن عشرات الآلاف من اللبنانيين الذين يعملون في مختلف القطاعات وهم محط رعاية واحتضان من قبل تلك الحكومات المختلفة». وأمل ب «أن تشكل زيارة رئيس تكتل التغيير والإصلاح النيابي ميشال عون الجبل محطة نهائية في إرساء ثقافة السلام والمحبة والتآخي وأن تكون مدخلاً لفتح صفحة شراكة حقيقية من أجل تعزيز العيش المشترك والتنوع في الجبل بما يؤدي الى طي صفحات أليمة سود طبعت مرحلة كبيرة من تاريخ لبنان المعاصر». وتوقف عند اغتيال القيادي في حركة «حماس» محمود المبحوح في دبي، ورأى ان الحادث يقدم دليلاً جديداً على عدوانية إسرائيل. وشدد على ان «هذه الجريمة بحق أمن الإمارات العربية المتحدة مدانة بكل المعايير، فدبي حققت حضوراً استثنائياً خلال السنوات القليلة الماضية في المجالات الاقتصادية والمالية وهذا ما يحتم عليها أن تكون أكثر حذراً خلال المرحلة المقبلة»، وحيا «شرطة دبي التي كشفت بما لا يقبل الشك كل تفاصيل هذه العملية الإرهابية الموصوفة».