وصل وفدا حركتي «فتح» و «حماس» إلى القاهرة أمس لاستئناف الجولة الرابعة من الحوار الوطني الفلسطيني الذي ترعاه مصر من أجل إنهاء حال الانقسام في الساحة الفلسطينية وتحقيق المصالحة وتشكيل حكومة توافق وطني خلال الفترة الانتقالية تشرف على تنفيذ الاتفاق الذي يتم إنجازه وعلى عقد الانتخابات التشريعية والرئاسية وإصلاح الأجهزة الأمنية وإعادة بنائها على أسس مهنية بعيدا عن الفصائلية، كما تشرف على إعادة إعمار غزة. وقال عضو المكتب السياسي في «حماس» محمد نصر ل «الحياة» إن وفد الحركة من المفترض أن يجتمع اليوم مع رئيس الاستخبارات المصرية الوزير عمر سليمان. ويرأس وفد «حماس» نائب رئيس المكتب السياسي موسى أبو مرزوق، ويضم في عضويته كلا من نصر وعماد العلمي وعزت الرشق، ومن الداخل القياديون محمود الزهار وخليل الحية ونزار عوض الله، فيما يرأس وفد «فتح» القيادي أحمد قريع (أبو علاء)، ويضم كلا من عزام الأحمد ونبيل شعث وماجد فرج وسمير مشهراوي. وأوضح نصر أن الاقتراح المصري الخاص بتشكيل لجنة فصائلية تتولى التنسيق مع حكومة رام الله إعادة إعمار غزة تحت إشراف الرئيس محمود عباس يأتي على رأس المحادثات، مضيفا: «لدينا ملاحظات ورؤية في شأن هذه الاقتراحات، وسنطرح أيضاً أفكارنا بعد أن درسنا الورقة المصرية ووضعنا تصورا ووجهة نظر مكتوبة عن كيفية إيجاد حلول للقضايا العالقة». وشدد على أن الحركة لم ترفض الاقتراح المصري «لكن أيضاً هناك حاجة لإجراء بعض التعديلات حتى يمكن القبول به». وعما اذا كانت هذه الجولة من الحوار حاسمة، قال: «لا ننظر للأمور من هذا المنطلق، وبالتالي لا يمكن وصف هذه الجولة بالحاسمة أو بأنها ليست حاسمة، هناك هدف أمامنا يجب إنجازه وهو تحقيق المصالحة، وسنستمر في هذا الطريق آملين في التوصل إلى اتفاق ينهي حال الانقسام حتى لو توالت جولات الحوار، فليس أمامنا سوى الاستمرار في بذل الجهود وطرح الأفكار لأنه لا يوجد خيار أمامنا سوى التوصل إلى اتفاق ويجب أن نعود إلى شعبنا... ليس هناك مجال للتراجع إلى الوراء أو الحياد عن هذا الهدف. قد يكون الطريق طويلاً لكن لا مفر سوى إنهاء هذا الانقسام». وبالنسبة الى ما تردد في أوساط سياسية وإعلامية بأن إسرائيل أبلغت المصريين بقرارها عدم استئناف التفاوض في ملف الأسرى، أجاب: «لم نبلغ رسميا بذلك، ومصر هي الوسيط بيننا وبين الإسرائيليين في ملف تبادل الأسرى، لذلك سننتظر حتى نجتمع مع المسؤولين المصريين لتناول هذه المسألة، بالإضافة إلى ملف التهدئة أيضاً»، لافتاً الى أن ملف الأسرى يتصدر جدول أعمال وفد «حماس» في القاهرة، وقال: «هذا الملف تصدر جدول أعمالنا لأنه يؤرقنا... استمرار أسرانا الأبطال في السجون الإسرائيلية يقلقنا جداً، وكل دقيقة تمر ونحن قابعون في المعتقلات الإسرئيلية تضاعف من قلقنا، ومع ذلك فإننا نسعى الى إطلاقهم وفق صفقة مشرفة مقبولة فلسطينيا»، مضيفا: «لكن يبدو أن الإسرائيليين لا يعبأون بهذا الأمر كثيرا، وهو ليس على سلم أولوياتهم بدليل أنهم عرقلوا التوصل إلى اتفاق كان يمكن تحقيقه، وبالتالي عرقلوا إنجاز الصفقة، فهم يماطلون، لذلك هم يتحملون المسؤولية الكاملة عن تعطيل هذا الملف». وتابع: «نحن غير حريصين على إبقاء (الجندي الاسرائيلي الاسير غلعاد) شاليت، وهو لا يعنينا على الإطلاق بقدر ما نراه وسيلة مشروعة لنا لإطلاق أسرانا... شاليت تم أسره وهو في دبابة تقتل النساء والأطفال في عمليات هجومية بشعة ومجرمة ضد شعبنا الفلسطيني». وعلى صعيد اتفاق التهدئة، قال نصر: «نحن على استعداد لعقد اتفاق تهدئة وفقا للاتفاق الذي كان على وشك أن يوقع برعاية مصرية عقب معركة الفرقان في غزة، فالتصعيد الإسرائيلي مستمر، ونحن نعتبر أنفسنا في معركة مفتوحة مع الاحتلال الذي لا زال عدوانه متواصلا، وباختصار شديد نحن على استعداد لعقد اتفاق تهدئة مماثل للاتفاق الوشيك الذي كدنا نوقعه بوساطة مصرية، وهو تهدئة لمدة عام ونصف العام، لكن الإسرائيليين تراجعوا في كل لحظة وربطوا التهدئة بملف الأسرى، ونحن نرى أن الملفين متوازيان ولا علاقة بينهما، والأولوية بالنسبة الينا هو ملف الأسرى الذي نوليه جل اهتمامنا». ومن المفترض أن يكون الوفدان اجتمعا أمس عقب وصولهما، كلا على حدة، مع الطاقم الأمني المساعد للوزير عمر سليمان.