اعتبر مسؤولون في «حزب الله» أن امينه العام السيد حسن نصرالله فرض في خطابه الأخير الذي وجّه فيه تهديدات الى اسرائيل اذا اعتدت على لبنان «معادلة جديدة». وقال نائب الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم خلال لقائه وفد «المؤتمر الناصري العام» برئاسة أمينه العام الدكتور صلاح الدسوقي ورئيسه فايز صالح: «ما زالت القضية المركزية في المنطقة هي قضية فلسطين، وما تعانيه دول المنطقة وشعوبها بسبب الإحتلال الإسرائيلي، وحيث أنَّ المشكلة بالإحتلال فالحل يبدأ من المقاومة والتحرير». وأضاف: «لو قامت كل جهة وقوة سياسية بما عليها من واجب لوطنها وشعبها لتحققت إنجازات كبيرة على طريق الإستقلال ومنع المخططات الاستكبارية من أن تُصادر مستقبلنا ومستقبل أجيالنا». وحيَّا قاسم «مروحة العلاقات الواسعة بين الإسلاميين والقوميين وكل القوى الحية على قاعدة أن تكون الوحدة والتعاون الأصل في مواجهة التشرذم والحسابات الضيقة والفتن»، مشدداً على أن «قوتنا الأساسية تتمثل في أننا أصحاب الحق والأرض، ولا مبرّر لأن نخشى أحداً في العالم من أن نُجاهر بحقنا ونُدافع عنه، وفي نهاية المطاف النصر لأصحاب الهامات المرفوعة الذين لا يرضون بديلاً من حريتهم وأرضهم وكرامتهم مهما كانت التضحيات. واعتبر عضو شورى «حزب الله» الشيخ محمد يزبك أن الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله «فرض بخطابه معادلة استراتيجية جديدة لاول مرة في تاريخ الصراع مع اسرائيل». وأشار خلال لقاء علمائي في مركز الامام الخميني في النبطية الى ان «هذا الكلام ليس اعتباطياً او مبالغة انما حقيقة، لذا مُنع الاسرائيليون من التعليق على كلامه لأنهم يدركون ان الرجل عندما يقول هذا الامر انما هو متمكن وقادر على ان يفعل ما يقول وهذا كله ببركة دماء الشهداء والاستشهاديين لأن العرب لم يستطيعوا على رغم كل امكاناتهم ان يفرضوا خلال ستين سنة من الصراع مع هذا العدو معادلة من هذا النوع». وأكد ان «لبنان ليس دولة من ورق كما يقول قادة العدو الصهيوني». بدوره أوضح رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد أن «ما قاله الامين العام ل «حزب الله» عن اذا ضربتم ضربنا واذا قصفتم قصفنا وحدد الكثير من المواقع والبنى التحتية بالاسم، هذا الامر يعرفه العدو ويعرف ان المقاومة بلغت هذا المستوى من القدرة على الرد». ورد «سبب التكتم في الكيان الاسرائيلي على ما قاله الامين العام للحزب الى انه بنظرهم الأهم من التهديدات التي أطلقها هو صدقية المهدد لأن الاسرائيلي بات واثقاً بأن هذا الرجل لا يقول ما لا يستطيع ان يفعله». وقال في احتفال اقامه «حزب الله» في ذكرى الشهداء القادة والذكرى السنوية للشهيد القائد عصام مطر في حسينية بلدة اللوبيا قضاء الزهراني: «الاسرائيلي لن يستطيع ان يبلغ مستوى الوتيرة من التقدم التي تحققها المقاومة لأن المقاومة جادة في الحفاظ على وطنها وسيادتها وأمن شعبها وعن الدفاع عن ارضها وبلدها لاننا نعرف ان العدو كلما شعر منا بالضعف تجرأ على شن حرب، اذاً حتى تقطع الطريق على امكان ان يتحفز العدو لشن حرب عليك عليك ان تكون قوياً». وتابع: «بكل بساطة نحن نكون اقوياء لنمنع العدوان عنا ونمنع العدو من ان يفكر بالاعتداء علينا وهو يدرك ان الاعتداء لم يعد نزهة وأصبحت كلفته باهظة جداً وبعد انتصار تموز الوجود الاسرائيلي اصبح على المحك». وعن الوضع الداخلي قال رعد: «نسعى الى ان تكون هناك جدية كاملة وقد شاهدنا وتفاءلنا وشكرنا الدولة اللبنانية بكل مسؤوليها حين تصدت بالشكل الذي استطاعت ان تتصدى من خلاله لادارة ازمة الطائرة المنكوبة، لأول مرة على الاقل شاهدنا ان كل الدولة مهتمة بهذا الموضوع. هناك أخطاء وملاحظات هنا وهناك لكن هذا لا يمنع من ألا نقول إن الدولة حضرت واهتمت وتابعت هذا الامر. دعونا نهتم بأوضاعنا من الاتصلات والكهرباء والضمانات الصحية والطرقات بالجدية ذاتها التي تعاملنا بها مع حالات سابقة واذا لم نفعل فنكون نهدر الفرص». فنيش والبلدية ورأى وزير التنمية الادارية محمد فنيش، في لقاء سياسي نظمه مركز الامام الخميني في النبطية، ان» هناك لغطا حول الانتخابات البلدية المقبلة، هل تجرى أم لا، الا ان جلسات مجلس الوزراء، ولو كان البعض يعتبرها مطولة، توصلت الى بنود نوعية لجهة اصلاح قانون الانتخابات البلدية». وأعرب عن أمله بأن «يكون هناك فعلاً قانون للانتخابات البلدية وتعديل وتوسيع لمهمات البلديات لتعزيز دورها كسلطات محلية منتخبة حتى لو احتاج الأمر الى بعض الوقت بين ان نجري اصلاحات ونحسن صحة التمثيل ونفعل دور البلديات وبين ان نجري الانتخابات في موعدها». وأضاف: «اعتقد اذا تعارض الامران يجب ان تكون الاولوية لعملية الاصلاح». وأشار الى ان «مجلس الوزراء ما زالت عنده جلسة ولا ادري اذا كانت هناك حاجة لمزيد من الجلسات، لكن الأهم ان يكون هناك عمل بلدي فاعل ومنتج ويؤدي الاغراض المطلوبة منه في اطار القوانين وتعزيز دور السلطات المحلية». واعتبر «الأهم من ذلك أننا نتحدث اليوم عن مرحلة جديدة في لبنان يسودها مناخ وفاقي ومصالحات مستمرة وفتح قنوات الاتصال بين جميع القوى السياسية وإلغاء للاصطفافات وأيضاً تعاون وشراكة في الحكومة، هذا المناخ بدأ ينتشر وهو بحاجة الى ان يترسخ، المهم قبل ان نتحدث عن انتخابات بلدية في موعدها، الا نفسد هذا المناخ والا نؤثر عليه في اطار حملات تعيد الانقسام والاصطفاف وتعطل عمل حكومة الشراكة، نحن احوج ما نكون الى تفعيل حكومة الشراكة والى اثبات قدرة هذه الحكومة على التصدي للمشاكل التي يعاني منها الوطن وتعويض البلد ما فاته من هدر للوقت اثناء فترة الانقسام والخلافات». وختم فنيش: «المهم ألا يصبح استحقاق الانتخابات البلدية استحقاق تعطيل لدور الحكومة واثارة الشقاق واشغال الوزراء عن مهماتهم الاساسية للتصدي لهذا الاستحقاق، وبالتالي ادخال البلد مجدداً في اطار الانقسام، وفي اطار هذه الضوابط ينبغي مقاربة استحقاق الانتخابات البلدية».