أكدت مصادر حقوقية أن أجهزة الأمن في مصر تعتقل مدوّناً قبطيّاً يعمل اختصاصيّاً اجتماعيّاً في إحدى مدارس نجع حمادي التابعة لمحافظة قنا في جنوب البلاد منذ 6 شهور بتهمة «الإساءة إلى الإسلام»، فيما رفضت مصادر أمنية التعليق على الأمر. وقال مدير الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان جمال عيد ل «الحياة» إن صاحب مدوّنة «كارز الحب» هاني نظير عزيز معتقل في سجن برج العرب منذ تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، ولم يعرض على سلطات التحقيق القضائية طوال هذه الفترة، إذ أنه محتجز بموجب قرار «اعتقال جنائي». وأضاف أن فريقاً قانونيّاً من الشبكة يتولى متابعة القضية منذ شهور «إلا أنه لم يعلن اعتقاله نزولاً على رغبة ذويه الذين وعدتهم الكنيسة بتسوية الأمر مع الجهات الأمنية». واتهم الكنيسة القبطية بأنها «تواطأت مع سلطات الأمن للتخلص من عزيز الذي تعتبره علمانيّاً فيما يعتبره المسلمون معادياً لدينهم». وأفادت المحامية هدى نصرالله التي تتولى الدفاع عن عزيز أن سلطات الأمن تشتبه في أنه ينتحل اسم «الأب يوتا» في كتاباته على المدونات القبطية، وهو اسم مستعار يهاجم صاحبه الإسلام في شدة على كثير من المواقع القبطية على الإنترنت، وكان كتب رواية تسخر من الإسلام والنبي محمد وتنتقده رداً على رواية الدكتور يوسف زيدان «عزازيل» التي اعتبر أقباط أنها تهاجم المسيحية. وأشارت نصرالله إلى أنها قدمت «ثلاثة تظلمات على قرار الاعتقال، لكن الأمن كان يتحجج بأن خروجه فيه خطورة على حياته، إذ سبق واستهدفه أهل القرية التي يعمل في إحدى مدارسها بعدما اعترض على قراءة الطلاب سورة الفاتحة في طابور الصباح». وأوضحت أن أهله «استأجروا له شقة في القاهرة كي لا يعود إلى القرية لتسهيل الإفراج عنه، لكن ذلك لم يحدث». وأضافت أن «كتابات من يسمى الأب يوتا ما زالت مستمرة على المدوّنات، ما يثبت أنه شخص آخر غير هاني عزيز».