بغداد، سامراء - أ ف ب، رويترز - قُتل سبعة من عناصر «القاعدة» يحمل بعضهم جنسيات عربية، واعتُقل تسعة آخرون خلال عملية عراقية - أميركية استهدفت مخابئ للتنظيم قرب بلدة الضلوعية شمال بغداد. وأوضح مدير شرطة الضلوعية المقدم محمد خلف أن «قوة من الجيش الاميركي والعراقي أغارت فجر الأحد على منطقة المزارع الوعرة شرق الضلوعية (70 كيلومتراً شمال بغداد) واشتبكت مع عناصر القاعدة». وأضاف أن «المواجهات أسفرت عن مقتل سبعة من تنظيم القاعدة بينهم انتحاري فجر نفسه خلال الاشتباكات، اضافة إلى اعتقال تسعة آخرين بينهم ارهابي بارز يدعى عثمان طارق اسماعيل ونُقلوا على الفور إلى بغداد». وأكد وجود عرب بين القتلى من دون أن يحدد جنسياتهم. بدوره، قال قائد قوات الصحوة في الضلوعية الملا ناظم الجبوري إن «العملية استهدفت منطقة المزارع التي تشكل مخابئ لتنظيم القاعدة». وأوضح أن «المنطقة تمت تصفيتها من قوات الصحوة لكن القاعدة أعادت تنظم صفوفها هناك أخيراً». وأكد الجبوري، وهو أيضاً مسؤول ملف المصالحة الوطنية في المنطقة، أن «العملية سبقها قصف بالطائرات الأميركية، وأعقبها انزال جوي واشتباكات بين القوات الاميركية والعراقية وعناصر القاعدة». وتقع منطقة المزارع بين الضلوعية في محافظة صلاح الدين، والعظيم التابعة لمحافظة ديالى، وهي من المناطق الوعرة بسبب كثافة أشجارها وبساتينها، وكانت إحدى المناطق الخارجة عن سلطة قوات الأمن قبل تشكيل الصحوات. وكان انتحاري يرتدي حزاماً ناسفاً فجر نفسه قبل أربعة أيام داخل مسجد يؤم المصلين فيه الملا ناظم، ما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص واصابة شقيق الملا الذي لم يكن موجوداً وقت التفجير. من جهة أخرى، أعلن الرائد غازي فيصل ضابط أمن فوج الانبار السابع، «اعتقال 15 من عناصر تنظيم القاعدة في عامرية الفلوجة (50 كيلومتراً غرب بغداد)». وأوضح الضابط أن «المعتقلين تورطوا في التفجيرات الاخيرة في المنطقة». جنوباً، أمر وزير الدفاع العراقي عبدالقادر العبيدي باعتقال اثنين من كبار قادة الجيش في محافظة واسط جنوب شرقي بغداد، اثر سماحهما لقوة أميركية بتنفيذ عملية دهم أسفرت عن مقتل امرأة ورجل من عائلة أحد الضباط العراقيين. وقال الناطق باسم وزارة الدفاع اللواء محمد العسكري إن العبيدي «أصدر أمراً بحجز آمر لواء الجيش وضابط آخر في واسط اثر سماحهما لقوة عسكرية أميركية بعملية أمنية فجر الاحد من دون علم وزارة الدفاع والحكومة». وأضاف أن «العملية جرت من دون علم الحكومة أو التنسيق مع وزارة الدفاع»، مؤكداً أن «تحقيقاً فُتح في القضية لاتخاذ الاجراءات اللازمة وعدم تكرار ذلك وكي يتم التنسيق في شكل مشترك في تنفيذ العمليات الامنية». ولم يذكر العسكري اسمي الضابطين. إلا أن مصادر أمنية وأخرى طبية عراقية كانت أكدت مقتل امرأة وشرطي خلال عملية دهم نفذها الجيش الاميركي ضد منزل في مدينة الكوت جنوب شرقي بغداد ليل أول من أمس. وأوضحت المصادر أن «امرأة تبلغ من العمر 27 عاماً ورجل شرطة (48 عاماً) قُتلا برصاص جنود أميركيين نفذوا عملية دهم لمنزل وسط مدينة الكوت (175 كيلومتراً جنوب شرقي بغداد) بعد منتصف ليل السبت - الاحد». وأضاف أن «الجنود اعتقلوا خلال عملية الدهم خمسة أشخاص بينهم ضابط شرطة برتبة نقيب وزعيم عشائري من عائلة الضحايا». وأكد مصدر طبي في مستشفى الكوت تلقي جثة امرأة قتلت برصاصتين في الكتف والبطن وأخرى لرجل لقي حتفه نتيجة اصابته برصاصة في الرأس. من جهته، أكد ناطق باسم الجيش الأميركي أن امرأة قُتلت خلال عملية الدهم. وقال إن «المرأة كانت في المكان خلال اشتباك مع مشتبه به، وتحركت صوب خط النيران». ولم يعلن الناطق أسباب عملية الدهم على الفور لكنه اكتفى بالقول إنها لأسباب أمنية. وكانت القوات الأميركية اعتقلت في حزيران (يونيو) عام 2008 ستة أشخاص في الكوت وصفتهم بأنهم اعضاء ميليشيات مُدربة في ايران. ويتهم الجيش الاميركي ايران بتدريب وتمويل جماعات خاصة لتنفيذ عمليات مسلحة، الأمر الذي تنفيه طهران. يشار إلى أن بغداد وواشنطن وقعتا اتفاقاً في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي عام 2008 ينص على التنسيق في خصوص العمليات الأمنية وعدم تنفيذ عمليات عسكرية إلا بموافقة السلطات العراقية، على أن تكون كل العمليات بمعية قوات الامن العراقية وبواسطتها. ويمنح الاتفاق العراق حق الاعتراض على أي عملية عسكرية للقوات الأميركية. بدوره، أكد مصدر أمني في وزارة الداخلية أن لجنة رفيعة توجهت الى الكوت للتحقيق في مقتل زوجة وشقيق النقيب معمر البديري من الشؤون الداخلية. وأكد أن «الجيش الاميركي اعتقل البديري خلال عملية الدهم».