دان الرئيس محمود عباس بشدة اقتحام الشرطة الاسرائيلية للمسجد الاقصى المبارك صباح أمس، مندداً بهجمة التهويد، وذلك بعد اشتباكات عنيفة في باحة الحرم القدسي مع شبان فلسطينيين قبل ساعات من بدء الاحتفالات برأس السنة العبرية. في الوقت نفسه، دانت الحكومة الأردنية الاقتحام، داعية الحكومة الاسرائيلية الى «التوقف عن استفزازاتها» و «منع الاعتداءات على الأماكن المقدسة». كما نددت مصر بالاقتحام ومهاجمة المصلين، محذرة اسرائيل من «الاستمرار في سياسة انتهاك المقدسات الدينية». وقال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل ابو ردينة: «ندين بشدة اقتحام جيش الاحتلال وشرطته للمسجد الأقصى المبارك والاعتداء على المصلين»، مشدداً على ان «القدسالشرقية والمقدسات الاسلامية والمسيحية خط احمر، ولن نقف مكتوفي الايدي امام هذه الاعتداءات على مقدساتنا». ودعا «العالمين العربي والإسلامي والمجتمع الدولي الى التحرك الفوري والضغط على إسرائيل لوقف محاولاتها المستمرة لتهويد الأقصى». وأضاف أن عباس «أجرى اتصالات مكثفة مع الاشقاء في الاردن والمغرب والجامعة العربية ومنظمة التعاون الاسلامي لمواجهة هجمة التهويد التي يتعرض اليها المسجد الاقصى». ودانت وزارة الخارجية بشدة قرار الحكومة الإسرائيلية فرض التقسيم الزماني والمكاني بالقوة على الأقصى وباحاته، عبر أجهزتها وأذرعها العسكرية، وذلك من الساعة السابعة صباحاً إلى الحادية عشرة كمرحلة أولى. كما دانت الحملة العسكرية المنظمة التي قامت بها أجهزة الاحتلال صباح امس لتثبيت التقسيم الزماني كأمر واقع مستمر، ولتكريس وتشجيع اقتحامات اليهود المتطرفين لباحات الأقصى، بمشاركة وزير الزراعة الإسرائيلي، وبحماية مكثفة من قوات الأمن. وفي عمان، قال وزير الدولة الاردني لشؤون الاعلام، الناطق باسم الحكومة محمد المومني في تصريحات أوردتها وكالة الأنباء الرسمية (بترا)، ان «الحكومة الاردنية تعبر عن رفضها المطلق لهذه الأعمال». وحذر من «محاولات استمرار تغيير الأمر الواقع من جانب اسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، خلافاً للقانون الدولي والانساني»، مطالباً الحكومة الاسرائيلية ب»التوقف عن استفزازاتها واقتحام الحرم القدسي الشريف ومنع الاعتداءات على الأماكن المقدسة». وأكد ضرورة «الحفاظ على الوضع القائم في الأماكن المقدسة في القدسالشرقية وعدم المس بها بأي شكل من الأشكال، واحترام الدور الأردني الهاشمي التاريخي في الحفاظ على الأماكن المقدسة في القدس ورعايتها». وشدد على أن «استمرار اعتداءات سلطات الاحتلال الإسرائيلي... هو الشرارة التي ستؤجج الصراع والتطرف وتغلق الآمال أمام أي تسوية سياسية». وفي القاهرة، نددت وزارة الخارجية في بيان ب «تصعيد غير مقبول ضد المقدسات الإسلامية في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة». وحذرت اسرائيل من «الخطورة البالغة للاستمرار في سياسة انتهاك المقدسات الدينية لما يمثله ذلك من تأجيج لمشاعر الغضب والحمية الدينية، ويقوض الجهود التي تهدف الى استئناف المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي». وطالبت «السلطات الإسرائيلية بتجنب سياسة حافة الهاوية وتجاوز الخطوط الحمر الخاصة باحترام المقدسات الدينية». وفي غزة، نددت فصائل وهيئات حقوقية فلسطينية بالاعتداءات الإسرائيلية ودعت الى النفير العام. وحذرت حركة «حماس» الاحتلال الإسرائيلي في بيان من «التصعيد الخطير في حق الأقصى»، مشددة على أن «هذه الجرائم ستكون لها تداعيات صعبة». ودعت المجتمع الدولي إلى «التدخل لمنع الاحتلال من تدنيس الأقصى قبل انفجار الأوضاع»، كما دعت الحكومات العربية والإسلامية إلى «الخروج عن صمتها وتحمل مسؤولياتها تجاه ارتفاع وتيرة التهويد في المسجد، والسلطة الى وقف التنسيق الأمني مع الاحتلال وإطلاق يد المقاومة للقيام بدورها لحماية المقدسات». واعتبر عضو المكتب السياسي في حركة «الجهاد الاسلامي» نافذ عزام أن القدس تتعرض الى كل ذلك بسبب «افتقار الدول العربية والاسلامية لبرنامج خاص بالمسجد، إضافة الى الحال المأسوية التي تعيشها الساحة الفلسطينية من انقسام ومناكفات». وشدد على أن «الفلسطينيين في حاجة الى «إعادة النظر في مواقفهم ومواجهة كل شيء بشفافية وجدية أكثر، فالتقصير يزيد من معاناة أهلنا في القدس». وشددت «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» في بيان على أن التصعيد الاسرائيلي المستمر ستكون له «تداعيات خطيرة... لن يكون الاحتلال بمنأى عنها». وطالبت «بتكريس كل الطاقات... وفتح جبهات اشتباك دائمة مع الاحتلال»، داعية الجهات الرسمية الفلسطينية الى «استثمار امكاناتها المتاحة المادية والمعنوية من أجل تعزيز صمود أهلنا في القدس».