اتجهت عدسات وسائل الإعلام باكراً نحو مكةالمكرمة هذا العام، وذلك بعد حادثة سقوط رافعة الحرم المكي، التي أدت إلى وفاة 107 وإصابة 201. «سي إن إن» و«ديلي ميل» و«تيلغراف» و«ذا غاردين» و«بي بي سي».. وسائل إعلام عالمية جميعها وجّهت عدساتها وخبراءها تجاه مكةالمكرمة، محللين ومفسرين الحادثة وما نتج منها. وكانت محطة «سي إن إن» أكثر المتابعين للحادثة، واستعانت بخبراء في الفلك والأرصاد، ليتحدثوا عمّا وقع في مكةالمكرمة أول من أمس، وقال خبير الطقس براندون ميلر، إن انخفاضاً هائلاً في درجة الحرارة أصاب الأجواء في مكةالمكرمة، وتحولت من 40 درجة مئوية إلى 25 درجة مئوية خلال ساعتين فحسب، مشيراً إلى أن هذا التحول المفاجئ في درجات الحرارة أدى إلى نشوء عاصفة رعدية. وأوضح ميلر أن الأرض في وقت المغيب تطرد الحرارة المخزنة فيها من أوقات الصباح، وكان ارتفاعها سبباً لتصادم الغيوم المتكونة في السماء، والمطر سببّ برودتها، فكان التضارب بين الهواء البارد والحار أهم نتائج هذه العاصفة الرعدية. كما كشف ميلر عن وقوع نحو ال50 صاعقة على بعد 15 كليومتراً من الحرم المكي، في حين أكد الخبير أن الطريقة التي وقعت فيها العاصفة الرعدية آلية لا يمكن التنبؤ بها. وجاء في عنوان لصحيفة «ذا غاردين»: «107 يفقدون أرواحهم في المسجد الأكبر في العالم»، وتطرقت إلى أعمال التوسعة في الحرم المكي والأعمال التي تقام فيه، وتحدثوا بصورة مفصلة عن التوسعة التي اعتمدها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز. فيما سلّطت قناة «بي بي سي» الأضواء على عظمة المسجد وقوته الروحية لدى المسلمين، وذكرت تسمية المسلمين له ب«المسجد الحرام»، إشارة إلى حرمة قتل الحيوانات فيه. في حين التزم عدد من الصحف بالبيانات والتصاريح الرسمية التي أصدرتها السعودية وقت الحادثة، بينما حاولت صحف أخرى ربط ما وقع بأحداث ال11 من أيلول (سبتمبر). ولاقت أيضاً الأخبار المنشورة في مواقع الصحف الإلكترونية تعليقات أظهرت طابع الحزن والأسى لما وقع في الحرم المكي الشريف، فيما نشرت أخرى أرقام التواصل لشهود العيان في الحرم المكي، لإرسال الصور ومقاطع الفيديو إليهم.