قبل أن يصدح صوت المؤذن بصلاة المغرب بنحو ساعة، في الحرم المكي الشريف، هوت إحدى الرافعات المتحركة بسبب الرياح العاصفة التي بلغت سرعتها 60 كيلومتراً في الساعة، لتودي بحياة 87 شخصاً، وتصيب 201 آخرين أمس (الجمعة)، بحسب أرقام أفصحت عنها المديرية العامة للدفاع المدني. وأصدر المتحدث الرسمي لرئاسة شؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي أحمد بن محمد المنصوري بياناً، جاء فيه: «في تمام الساعة الخامسة وعشر دقائق من عصر الجمعة، ونتيجة للعواصف الشديدة والرياح القوية والأمطار الغزيرة والحال الجوية في العاصمة المقدسة، سقط جزء من إحدى الرافعات بالمسجد الحرام على جزء من المسعى بالمسجد الحرام والمطاف، وعلى الفور باشرت الرئاسة والجهات ذات العلاقة الحادثة التي نتج منها، حتى لحظة إعداد هذا البيان، وفاة 87 شخصاً كانوا موجودين في الموقع، في حين بلغ عدد المصابين الذين تم نقلهم إلى المستشفيات 184 مصاباً». وقال المنصوري: إن ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز يتابع الحادثة منذ لحظة وقوعها، وكذلك مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس لجنة الحج المركزية الأمير خالد الفيصل». وانتقل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل إلى الحرم المكي، للوقوف على تداعيات الحادثة، فيما وجه بتشكيل لجنة تحقيق عاجلة لمعرفة أسباب الحادثة، وقال مدير العلاقات العامة والإعلام في إمارة منطقة مكةالمكرمة سلطان الدوسري، إن أمير منطقة مكة يتابع الحادثة بشكل متواصل مع الجهات المختصة، لافتاً إلى أنه وجه جميع الجهات ذات العلاقة بتوفير الدعم للمصابين كافة وتقديم العلاج لهم. ونبهت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، منذ وقت باكر عن حال الجو، وأشعرت في تقرير بثته أمس بتأثر مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة بعواصف رعدية ممطرة مصحوبة برياح نشطة، وأعطت توقعات تشير إلى حال عدم الاستقرار في أجواء منطقة مكةالمكرمة، وخصوصاً العاصمة المقدسة والمشاعر، خلال الأيام المقبلة، ورفعت درجة الإنذار في مكةالمكرمة إلى الدرجة البرتقالية صباح أمس، وهي التنبيه المتقدم إلى تأثير ظاهرة جوية، فيما أطلقت 19 تنبيهاً قبل الساعة السادسة أمس، وطالبت بأخذ الحيطة والحذر. وباشرت فرق الدفاع المدني والبحث والإنقاذ والهلال الأحمر والشؤون الصحية الحادثة، فيما استنفرت القطاعات الصحية كافة في العاصمة المقدسة، للتعامل مع الحالات المصابة، بينما تم نقل المتوفين إلى مشرحة المعيصم، وتم نقل المصابين إلى مستشفيات عدة، من بينها مستشفى النور ومستشفى الششة ومستشفى الزاهر، وأطلق مجموعة من الشبان في مكةالمكرمة «وسماً» في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» يدعو للتبرع بالدم. ويشهد الحرم المكي توسعة هي الثالثة للمسجد الحرام، والتي ستسمح بوصول الطاقة الاستيعابية إلى 1.8 مليون مصلٍّ فيما تبلغ مسطحات البناء لهذه المرحلة من التوسعة 1.4 مليون متر مربع. وستتضاعف الطاقة الاستيعابية للمسعى مرة ونصف المرة، ليتسع ل118 ألف شخص في الساعة. كما سيشهد المطاف زيادة تتسع ل90 ألف مصلٍّ أيضاً. وتتضمن التوسعة أيضاً مشروعاً لمضاعفة مساحة المطاف، ليصل عدد الطائفين إلى 105 آلاف طائف في الساعة. وينتهي العمل فيه بحلول شهر رمضان المقبل.