أكدت ل «الحياة» مصادر متطابقة في اللجان الميدانية الخاصة بتطبيق اتفاق وقف النار في محافظة صعدة ومنطقة حرف سفيان (شمال غرب البلاد) ان وحدات الجيش اليمني بدأت الجمعة في الانتشار على المناطق الحدودية المحاذية للمملكة العربية السعودية التي أخلاها المتمردون «الحوثيون»، واستمر هذا الانتشار أمس بوتيرة أسرع حيث توقعت المصادر أن تستكمل العملية خلال يومين في أبعد تقدير، على رغم تباطؤ «الحوثيين» في تسليم مواقعهم ونزع الألغام. وقالت المصادر نفسها ان «الحوثيين» يماطلون في التعاطي مع لجنة محور حرف سفيان - الجوف لجهة التزام تنفيذ الجدول الزمني للاتفاق، غير أنها أشارت إلى إعادة فتح طريق حرف سفيان - عمران واستمرار اللجنة في مهمتها رغم العراقيل، في حين عاد مدراء ست مديريات هي كتاف ورازح والحشوة والصفراء والملاحيظ وشدا إلى مقار أعمالهم للمرة الاولى منذ اندلاع الحرب (السادسة) التي توقفت في 11 الشهر الجاري. وأضافت المصادر ان اللجنة الوطنية حققت تقدماً جيداً في تنفيذ بنود البرنامج الزمني وخصوصاً في ما يتعلق بفتح الطرقات ونزع الألغام وإنهاء تمترس «الحوثيين» بالقرب من المواقع العسكرية للجيش في مناطق تابعة لمحور صعدة. وفي هذا السياق طالبت أحزاب المعارضة في «اللقاء المشترك» في محافظة الجوف (شمال البلاد) والمجاورة لصعدة بتشكيل لجنة خاصة بمحافظة الجوف في إطار اتفاق وقف الحرب في ضوء استمرار عناصر التمرد «الحوثية» بمهاجمة المواطنين ورجال القبائل في المحافظة وقطع الطرق بحجة ان الاتفاق لم يشمل محافظة الجوف. الى ذلك، اعتقلت الشرطة اليمنية أمس نحو 16 مسلحاً من أتباع «الحراك الجنوبي» كانوا على رأس مجموعات في محافظات أبين ولحج والضالع قامت برشق مواطنين وأصحاب محال تجارية وباعة متجولين ينتمون الى المحافظات الشمالية بالحجارة، بالإضافة إلى رشق دوريات الشرطة تحت شعار «انتفاضة الحجارة» ضد من يصفهم زعيم الحراك الجهادي السابق طارق الفضلي ب «محتلي الجنوب العربي». وأكدت مصادر أمنية ل «الحياة» ان الاعتقالات التي تنفذها أجهزة الأمن والشرطة في بعض محافظات جنوب البلاد تستهدف خارجين على القانون ومسلحين ينتمون الى عصابات تنهب المواطنين وتعتدي على املاكهم وتقطع الطرق وتنشر الفوضى بدوافع مناطقية وإجرامية وبدعم مباشر من قيادة «الحراك الجنوبي». وأضافت ان لمعظم المعتقلين سوابق إجرامية، وانهم حاولوا اثارة الكراهية في المجتمع اليمني ورفعوا شعارات مناهضة للوحدة الوطنية ونظموا تظاهرات غير مرخص لها. وكان طارق الفضلي، احد قادة الحراك، أنشأ أخيراً مليشيا مسلحة في أبين وعدد من المحافظات الجنوبية أطلق عليها اسم «كتائب المقاومة لتحرير الجنوب العربي المحتل» وزعت على التجار وأصحاب المحال التجارية والباعة المتجولين والعمال من أبناء المحافظات الشمالية «بطاقات حمراء» وحذرتهم في منشورات من أي مماطلة لجهة تنفيذ ما يصدر عن «الحراك السلمي لتحرير الجنوب» وخيرتهم بين التعاون مع أبناء الجنوب أو المغادرة على الفور.