تعهد الرئيس الأميركي باراك أوباما أن تستقبل بلاده خلال 12 شهراً عشرة آلاف لاجئ سوري، وذلك بعد تعرض واشنطن لانتقادات بعدم بذل جهود كافية في مواجهة أزمة اللاجئين السوريين. وسيشكل ذلك زيادة كبيرة في عدد الأسر الوافدة إلى الأراضي الأميركية، فمنذ أربع سنوات على اندلاع النزاع في سورية لم يتجاوزعدد اللاجئين الذين استقبلتهم الولاياتالمتحدة 1800 شخص، إلا أن العراقيل جعلت عملية قبول الذين تم تسجيل أسمائهم وحصلوا على موافقة مفوضية الأممالمتحدة العليا لشؤون اللاجئين تطول حتى عامين تقريباً لكل حالة. وتمت إحالة ملفات 18 ألفاً من هؤلاء إلى الولاياتالمتحدة لإيوائهم، نظراً لأوضاعهم العائلية أو لإصابتهم الجسدية. وعند تسلم وزارة الخارجية ملفاتهم، تقوم بتوظيف متعاقدين من منظمات غير حكومية، لدرس ما إذا كان أصحاب الملفات يستوفون الشروط للحصول على وضع لاجئين، قبل خضوعهم إلى فحوصات طبية ومراجعات أمنية. وأعلن مسؤول آخر في وزارة الخارجية الأميركية أمام الصحافيين، أن اللاجئين يخضعون لأعلى مستويات التدقيق الأمني، مقارنة بكل فئات المسافرين إلى الولاياتالمتحدة. ويخضع المرشحون في الوقت نفسه إلى فحوصات طبية، ويتلقى المصابون علاجاً طبياً قبل أن يتمكنوا من السفر إلى الولاياتالمتحدة، ما يؤدي إلى إطالة العملية أكثر. وتستغرق العملية حالياً بين 18 و24 شهراً منذ الوقت الذي ترفع فيه مفوضية اللاجئين توصية لإيواء لاجئ وسفره إلى الولاياتالمتحدة. وكلفة التحقق من ملفات اللاجئين السوريين ليست واضحة، إلا أن الحكومة الأميركية أنفقت 1.1 بليون دولار العام الماضي لإعادة توطين 70 ألف شخص من مختلف أنحاء العالم أو حوالى 16 ألف دولار للشخص الواحد. وقالت مسؤولة أميركية إن «عشرات آلاف الملفات هي قيد الدرس حالياً وستكون عملية المراجعة أسرع»، متابعة: «نقوم بإيواء أعداد صغيرة من اللاجئين السوريين منذ العام 2011، ولم تبدأ المفوضية العليا للاجئين سوى في حزيران (يونيو) الماضي برفع طلبات لاستقبال أعداد كبيرة تتراوح بين 500 وألف في الشهر». وأضافت أن «هذه الإحالات تصل بشكل مستمر منذ حزيران (يونيو) الماضي حتى بات لدينا عدد كبير. أعددنا في وزارة الخارجية ملفات أكثر من عشرة آلاف شخص». وبعد حصول اللاجئين على الموافقة، تدفع وزارة الخارجية الأميركية لمنظمة الهجرة الدولية كلفة سفرهم إلى الولاياتالمتحدة. ويوقع اللاجئون على تعهد خطي بإعادة تسديد بطاقة السفر بعد استقرارهم، ويتم استقبالهم في المطار من هيئات إعادة التوطين غير الحكومية التسع التي تتعاقد معها وزارة الخارجية. وبعد 90 يوم لا يحق للوافدين الجدد الحصول على مساعدة من وزارة الخارجية عبر وكالات الإيواء، إلا أن بعضهم يلتحق ببرامج دعم تابعة لوزارة الصحة والخدمات الإنسانية.