أفادت تقارير رسمية أن حصيلة حادث انهيار مئذنة مسجد «باب بردعاين» في مكناس أول من أمس بلغت 41 قتيلاً و75 جريحاً، فيما يُرجّح ارتفاع عدد الضحايا نتيجة الإصابات الخطيرة التي لحقت ببعض المصابين إضافة إلى إمكان أن يكون هناك من قضى تحت ركام المسجد المنهار. واستمرت عمليات الإنقاذ لساعات طويلة منذ ظهر الجمعة الى صباح أمس. وعزا رجال الوقاية المدنية والإسعاف وقوات التدخل السريع وفريق من الجيش الصعوبات التي واجهت عملهم إلى ضيق الأزقة المحيطة بالمسجد الذي يرجع تأسيسه الى القرن السادس عشر في المدينة القديمة التي بُنيت على طراز تقليدي. لكن عمليات البحث عن ناجين محتملين تحت الأنقاض استمرت أمس، وأفاد مسؤولون محليون أن الأشخاص الذين أصيبوا بجروح متفاوتة الخطورة نقلوا الى مستشفى محمد الخامس، كما نقل آخرون الى مدينة فاس التي تبعد عن العاصمة الإسماعيلية بحوالى 60 كلم. وقال ناجون إن الحادث وقع بعد إنهاء خطيب الجمعة من إلقاء درسه الوعظي، وكان المصلون في الصفوف الأمامية أكثر عرضة للإصابة، في حين تمكّن آخرون من الإفلات عبر الخروج من الباب المخصص للنساء المصليات وسط تزاحم واندفاع كبيرين. وأعرب العاهل المغربي الملك محمد السادس عن مواساته أسر الضحايا وتكفل بدفن جثامينهم وإقامة جنائز لائقة بهم. وأصدر أمراً بمعاودة ترميم المسجد وبناء مئذنته. كما لفت انتباه مسؤولي وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية الى ضرورة الكشف على أوضاع المساجد العتيقة في أنحاء البلاد كافة، وإعداد تقارير ميدانية حول مدى صلاحياتها، والشروع في ترميم المباني الآيلة الى السقوط. وزار وزيرا الداخلية الطيب الشرقاوي والشؤون الإسلامية أحمد التوفيق موقع الحادث لرعاية عمليات الإنقاذ في المكان وتفقد أوضاع المصابين بعد تقديم الإسعافات الأولية لهم. وتعتبر المرة الأولى التي يتعرض فيها مسجد إلى الانهيار نتيجة قوة الرياح والعواصف التي فاقت سرعتها مئة كلم في الساعة، بخاصة وقد تزامن الحادث مع صلاة الجمعة التي تأوي أعداداً كبيرة من المصلين. فيما قدر عدد الحاضرين الذين أمّوا المسجد بعد ظهر أول من أمس بأكثر من مئة وعشرين. وعلى رغم أن المسجد سبق أن أنجزت به إصلاحات وأعمال صيانة وترميم، فثمة من يرجح أن تعرض بناية مجاورة له الى حريق في وقت سابق كان من بين أسباب الانهيار بعد تعرّضه لرياح قوية وأمطار غزيرة.