نُقل عن مسؤول أميركي أمس، أن تنظيم «داعش» يُصنّع أسلحة كيماوية ويستخدمها في كلّ من سورية والعراق، في تأكيد جديد لمزاعم معارضين ومنظمات حقوقية عن لجوء هذا التنظيم المتشدّد إلى استخدام مواد سامة في هجمات شنّها في البلدين، مثلما حصل ضد الأكراد في شمال العراق، وأخيراً ضد الفصائل المسلّحة في مارع بريف حلب، شمال سورية. وقال مسؤول أميركي لهيئة الإذاعة البريطانية، أن الولاياتالمتحدة حدّدت ما لا يقل عن أربع حالات استخدم فيها «داعش» غاز الخردل في هجمات في سورية والعراق، موضحاً أن هذه المادة الكيماوية تُستخدم على شكل مسحوق. وأوضحت المحطة البريطانية أن فريقاً تابعاً لها على الحدود التركية - السورية، عاين أدلّة تدعم المزاعم الأميركية. ووفق التقرير البريطاني، فإن الولاياتالمتحدة تعتقد أن هناك خلية في «داعش» مخصّصة للعمل على إنتاج هذا النوع من الأسلحة الكيماوية. وقال المسؤول الأميركي: «إنهم (داعش) يستخدمون الخردل... نعرف أنهم يفعلون ذلك». وأوضح أن مادة الخردل تُستخدم على الأرجح في شكل مسحوق «بودرة»، يتم حشوها في قذائف تقليدية مثل قذائف المدفعية. وتابع: «رأيناهم يستخدمون ذلك في أربع حالات منفصلة على الأقل، على جانبي الحدود - في كل من العراق وسورية». وعندما تنفجر القذائف، فإن الغبار الناتج منها والمتضمّن مادة الخردل يسبّب بثوراً على أجسام المصابين. ويُعرف سلاح الخردل الكيماوي باسم «غاز الخردل»، لكن هذه المادة لا تكون سائلة سوى في أجواء ملائمة لذلك. وعلى رغم أن الإصابة بالخردل لا تكون مميتة عادة، فإن ليس هناك علاج أو مصل مضاد للخردل، ما يعني أن هذه المادة يجب أن تخرج من الجسم كي يتعافى المريض. وأقر المسؤول الأميركي، وفق التقرير البريطاني، بأن طريقة صنع مادة الخردل الكيماوية منتشرة على نطاق واسع وليست صعبة. ولا يُعتقد أن «داعش» حصل على كميات من غاز الخردل من داخل العراق من بقايا السلاح الكيماوي لنظام الرئيس السابق صدام حسين، إذ لو كانت هذه المخزونات موجودة فعلاً، لكان الأميركيون قد عثروا عليها على الأرجح خلال السنوات التي تلت الغزو عام 2003. ومن المستبعد أيضاً أن يكون التنظيم المتشدّد قد حصل على الخردل من مخازن السلاح الكيماوي لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، وفق ما قال المسؤول الأميركي. ونظام الأسد متّهم دولياً باستخدام السلاح الكيماوي في هجمات مميتة في غوطة دمشق في صيف 2013، وهي تهمة ينفيها النظام. ووافقت الحكومة السورية آنذاك، على التخلّص من ترسانتها الكيماوية بإشراف دولي، وذلك بهدف تلافي ضربات جوية كانت الولاياتالمتحدة تستعد لشنّها على مواقع النظام، بسبب تجاوزه «الخط الأحمر» الذي حدّده الرئيس باراك أوباما في شأن تحريم استخدام الكيماوي.