نيويورك - أ ف ب - تشهد نيويورك هذا الأسبوع معرضاً لسفينة «نورماندي» سفيرة فرنسا الى البحار في ثلاثينات القرن الماضي. وقال وليام ميلر مؤرخ البحر الأميركي ان «نورماندي تجاوزت كل منافسيها في مجال الأناقة والعظمة. وكانت تضم أفضل ما في الثقافة الفرنسية، ونصبتها حكومة تلك الحقبة سفيرة لفرنسا في عالم البحار». وكانت السفن التي تعبر الأطلسي تلعب دور واجهة الأمم قبل ظهور الطيران التجاري. وهذا ما دفع الحكومة الفرنسية في الثلاثينات وعلى رغم الأزمة الاقتصادية، الى بناء سفينة «نورماندي». وكانت كل قطع الأثاث في هذه السفينة بدءاً من الكراسي وصولاً الى الملاعق ومن الأضواء الى الهواتف موقعة من قبل فنانين فرنسيين بارزين في اسلوب «آر ديكو» بينهم رينيه لاليك، وجان دوباس، فضلاً عن جان باتو. ويحتوي المعرض الذي يقام في «ساوثستريت سيبروت ميوزيوم» الواقع في اقصى جنوب منهاتن، على اكثر من مئة من هذه القطع المأخوذة من مجموعة ماريو بوليس الشغوف بالملاحة، فضلاً عن صور لمشاهير والفيلم الملوّن المعروف والوحيد الذي صور على متن السفينة. ويستمر المعرض حتى كانون الثاني (يناير) 2011. وزودت سفينة «نورماندي» بحوضي سباحة وملعب لكرة المضرب، فضلاً عن قاعة لعرض الأفلام لترفيه وراحة ركابها. ولم ينسَ المصمّمون الضوء الزهري اللون الباهت الذي يغمر الصالون الكبير ليُضفي جمالاً على بشرة المدعوات من النساء. ومن أجمل القطع المعروضة في المتحف بيانو «غافو» مصنوع من خشب فاتح متموج الألوان، وموضوع في جناح «دوفيل» الذي شغلته الممثلة والمغنية مارلين ديتريتش. وآخر رحلة لسفينة «نورماندي» تمت في آب (اغسطس) 1939 وذلك بعد اربعة اعوام ونصف العام فقط على وضعها في الخدمة وقيامها بالعديد من الرحلات التجارية بين فرنسا والولايات المتحدة. فالحرب التي اندلعت بعد شهر في أوروبا أوقفتها في أحد مرافئ نيويورك. وقال وليم ميلر محافظ المعرض ان «عبور السفينة المحيط الأطلسي مجدداً في تلك الحقبة يعني بالنسبة للأميركيين انهم يقدمونها للنازيين». وبناء على المبدأ الذي يسمح لكل امة باستخدام السفن الموجودة في مرافئها في زمن الحروب، قرر الجيش الأميركي تحويل سفينة «نورماندي» الى سفينة حربية لنقل جنوده، كما فعل مع سفينة «كوين ماري» و «كوين اليزابيت». وأطلق على السفينة اسم «يو اس اس لافاييت» تيمّناً باسم بطل حرب الاستقلال الأميركية الفرنسي. وكانت السفينة راسية في مرفأ هادسن ريفر على مستوى شارع 48 وسط مانهاتن تخضع لعملية ترميم حين اندلع حريق في العام 1942، ادى الى جنوحها على احد جانبيها. اثر هذا الحادث تم افراغ السفينة من اثاثها وتصاميمها الداخلية التي بيعت بأسعار بخسة. وقال ماريو بوبليس «كان من المبكر جداً في الأربعينيات ان يهتم الناس بفن «آر ديكو» وكانوا ينظرون الى داخل سفينة «نورماندي» على أنها أثاث فندق». واستغرق بحث استمر سنوات بين معارض ومزادات علنية ومجموعات استثنائية في محيط نيويورك، لجمع كل قطع السفينة. وأوضح بوبليس: «اشتريت من بائع قطع قديمة احد نماذج التلفونات المستخدمة في الدرجة الأولى لقاء 75 دولاراً». وقال انه دفع 75 ألف دولار لقاء بيانو مارلين ديتريتش.