إسلام آباد، لندن - «الحياة»، أ ف ب، رويترز - أعلنت مصادر أمنية باكستانية أمس، مقتل محمد حقاني نجل القائد السابق للمجاهدين الأفغان الملا جلال الدين حقاني، وذلك في غارة أميركية استهدفت منزلاً في ضواحي مدينة ميران شاه، كبرى مدن إقليم شمال وزيرستان القبلي المحاذي للحدود مع أفغانستان. وأعربت المصادر عن اعتقادها بأن الغارة التي نفذتها طائرة من دون طيار تابعة للاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أي)، كانت تستهدف سراج الدين حقاني (شقيق محمد) الذي يقود فصيلاً للمتشددين موالياً ل «القاعدة» و «طالبان»، خصوصاً أن أنباء سرت عن وجود الأخير في قرية داندي داربا خيل حيث وقع الهجوم، وعن إصابته بجروح في الغارة التي أسفرت أيضاً عن مقتل ثلاثة من مرافقي محمد حقاني، بينهم عربيان لم تكشف هويتهما. وشكل الهجوم مؤشراً الى اقتراب الغارات الأميركية من أهدافها في مناطق القبائل الباكستانية حيث ينشط مقاتلو «القاعدة» و «طالبان»، كما تزامن مع توجيه الأجهزة الباكستانية ضربة الى «طالبان» الأفغانية، باعتقال الرجل الثاني في الحركة الملا عبدالغني برادر واثنين من قيادييها البارزين هما الملا عبدالسلام والملا مير محمد، قائدا قوات الحركة في قندوز وبغلان (شمال أفغانستان). وأعلن وزير الداخلية الباكستاني رحمن مالك أمس، ان بلاده لا تعتزم تسليم القياديين المعتقلين الى واشنطن، بل سترحلهم الى بلادهم، إذا لم تظهر أدلة على ممارستهم نشاطات غير قانونية على الأراضي الباكستانية. وفي حال صحت الأنباء عن جرح سراج الدين حقاني، فإن ذلك يشكل ضربة لمقاتلي «طالبان» و «القاعدة» على جانبي الحدود، باعتبار ان حقاني يلعب دوراً محورياً في تسهيل حركة عبور المسلحين المتشددين بين البلدين، مستفيداً من ولاء القبائل على جانبي الحدود لوالده الذي «تقاعد»، وكان قائداً لقوات «طالبان» قبل سقوط نظام الحركة أواخر 2001. وفشلت الولاياتالمتحدة في العثور على سراج الدين حقاني، على رغم رصد خمسة ملايين دولار مكافأة لمن يدلي بمعلومات عن مكانه. وأفاد مسؤولون باكستانيون بأن الطائرة الأميركية التي استهدفت منزله أطلقت صاروخين باتجاهه، ما أسفر عن تدميره. يذكر ان 23 شخصاً معظمهم من أفراد عائلة حقاني، قتلوا بغارة أميركية على القرية ذاتها في أيلول (سبتمبر) 2008 . من جهة أخرى، أعلنت الشرطة الباكستانية ان اثنين من المتشددين المؤيدين ل «طالبان»، مطلوبان لتورطهما بتفجيرات في باكستان، قتلا بتبادل للنار مع رجال الأمن في مدينة فيصل آباد وسط البلاد، بعدما رفضا الاستسلام. على صعيد آخر، قال الناطق باسم الجيش البريطاني الجنرال غوردون مسنجر أمس، ان المقاومة التي تبديها «طالبان» حول معقلها في مرجه جنوبأفغانستان «زادت كما كان متوقعاً» في الساعات الأخيرة، لكنها لا تهدد نجاح حملة الحلف الأطلسي هناك. وقال مسنجر في مؤتمر صحافي في لندن في اليوم السابع للحملة في مرجه: «توقعنا مع التقاط العدو أنفاسه، ان تزيد المقاومة وهذا ما حصل»، مشيراً الى رسائل متبادلة بينه وبين الجنرال البريطاني نيك كارتر المكلف قيادة قوات الحلف الأطلسي في جنوبافغانستان. في سيول، أعلنت الشرطة الكورية الجنوبية أمس، اعتقال رجل باكستاني يشتبه في أنه عضو في حركة «طالبان»، بتهمة دخول الأراضي الكورية الجنوبية 17 مرة، مستخدماً جواز سفر مزوراً.