تابعت المحكمة العسكرية في لبنان برئاسة العميد الركن نزار خليل أمس، محاكمة العنصر في «حزب الله» مصطفى المقدم المتهم بقتل الضابط الطيار في الجيش اللبناني سامر حنا عن «غير قصد» بإطلاق النار على طوافته العسكرية في محلة تلال سجد في الجنوب في آب (أغسطس) 2008. وخصصت جلسة أمس للاستماع الى إفادات ثلاثة شهود من الضباط المعنيين أبرزهم قائد المروحية الملازم أول الطيار محمود عبود الذي أفاد أنه كان يقود الطوافة العسكرية يوم الحادث وبرفقته الضابط حنا وكانا في مهمة تدريبية. وروى انه أثناءها «هبطت على التلال وعندما حاولت الإقلاع سمعت صوتاً، فسألت حنا عنه، فأجابني: ربما يكون صوت بعض الحصى. ولما هممت بالإقلاع من جديد سمعت صوت رصاص ورأيت نحو عشرة مسلحين يركضون في اتجاه الطوافة، فناديت حنا للخروج لكنه لم يرد وتبين أنه أصيب برصاصة قاتلة في رأسه». وتابع عبود: «أخرجني المسلحون من الطوافة وتحلقوا حولي وكانوا يرتدون لباساً عسكرياً مختلف الألوان، فانتزعوا مني هاتفي ثم بادرتهم بالقول إنني ضابط في الجيش اللبناني». وأكد عبّود رداً على أسئلة رئاسة المحكمة أنهم قاموا ب «4 تدريبات قبل ايام من الحادثة ونزلنا على التلة نفسها ولم يعترضنا أحد»، موضحاً أن «على الطوافة رسمين للعلم اللبناني ظاهرين للعيان». وعن كيفية فقدان مسدسه، قال عبود: «كنت أضعه في حقيبة صغيرة مع أغراضي الخاصة ويوم الحادث كان في حوزتي في الطوافة، ولم أتفقده الا بعد انتهاء التحقيقات فلم أجده». واستمعت المحكمة أيضاً إلى إفادة العقيد الطيار روجيه الحلو فأوضح أنه حضر الى موقع الحادث بعد إبلاغه عن فقدان الاتصال بالطوافة، مؤكداً أن «لا أحد من القيادة أبلغني بعدم التحليق في تلك المنطقة والهبوط فيها، وفعلنا ذلك أربع مرات في الأيام التي سبقت الحادثة». وأوضح أن «برنامج التدريب يرفع الى القيادة قبل شهر من التدريب». وذكر الحلو انه أثناء وصوله الى مكان الحادث «كان يوجد مسلحون وشخص يقف جانباً بدا مرتبكاً». وأعطى مواصفات هذا الشخص، ثم دل على المتهم المقدم بأنه هو «نفسه الشخص» الذي يقصده. أما العقيد الركن عدنان غيث فأبلغ المحكمة بأن «مسؤولاً من المقاومة أبلغه قبل الحادثة بيومين، بأن طوافة هبطت في منطقة عسكرية للمقاومة، فقلت له إن هذه المنطقة هي نقطة تدريب للجيش». وأضاف: «بعد يوم من ذلك جاءني شخص من اللجنة الأمنية في المقاومة عرّف عن نفسه باسم خليل بزي وأثار معي الأمر، فطلبت منه إبلاغ قيادته ضرورة التريث لاتخاذ قرار من الجيش ومعالجة الموضوع». وسئل المتهم المقدم عما يقوله، فأفاد بأنه أطلق النار بعد أن سمع إطلاق نار آتياً من خلفه من منطقة مسؤول عنها «أبو جعفر الذي لا أعرف كامل هويته». وقال: «حضرت قبل ليلة من الحادثة الى المنطقة وكان بحوزتي سلاح كلاشنيكوف ولم أرَ العلم اللبناني على الطوافة واعتقدت انها اسرائيلية». وقررت المحكمة رفع الجلسة الى حزيران (يونيو) المقبل للاستماع الى إفادة محمد علي خليفة الذي يعتقد انه «أبو جعفر».