تستعيد جدران مدينة توليدو القديمة (جنوبمدريد) أعمال رسمها ايل غريكو من خلال معرض فريد من نوعه يفتتح اليوم (الجمعة) ويشكل محطة أساسية في احتفالات الذكرى ال400 لوفاته. وأتت أعماله ال64 من 31 مدينة في العالم ونقلت إلى توليدو في إطار أكبر معرض مخصص للفنان حتى الآن، بحسب ما قال رئيس مؤسسة ايل غريكو 2014، غريغوريو مارنيون. ومع الأعمال المحفوظة في توليدو على الدوام، سيضم المعرض حوالى 300 عمل أنجزها الفنان حتى وفاته في السابع من آذار (مارس) 1614 في هذه المدينة. ومن بين هذه الأعمال اللوحة الشهيرة «دفن كونت أورغاز» التي لا يسمح حجمها الكبير البالغ خمسة أمتار في أربعة بإخراجها من كنيسة «سانت توميه» التي وقال مفوض المعرض فرناندو مارياس: «إن الهدف هو السماح برؤية أعمال الفنان الذي أعيد اكتشافه في نهاية القرن ال19 بعد ثلاثة قرون أهمل خلالها»، وأضاف: «نريد أن نُظهر فناناً يعشق أن يرسم الأشياء الجميلة بطريقة جميلة جداً» وكانت لوحتان من برشلونة نقلتا إلى نيويورك وستعرضان حتى 14 حزيران (يونيو) على جدران مستشفى «قوطي الطراز» في سانتا كروث إلى جانب لوحات قاتمة لنبلاء يرتدون بزات سوداء مزينة بالدانتيل الأبيض الذي ينير أوجههم وأيديهم. ويسمح ترميم اللوحات التي كانت مغطاة لأعوام طويلة بطبقات سميكة من البرنيق بإلقاء نظرة عصرية على ايل غريكو الذي تميزت لوحاته بألوانها المتشبعة. ويصل الزائر من خلال تجوله في أزقة توليدو المعبدة، إلى كنيسة القديس يوسف الخاصة، وفي داخلها رافده مذبح مذهبة محاطة بألواح خشبية مزينة بأربع منحوتات منسوبة إلى ايل غريكو. ويسلط المعرض الضوء أيضاً على حب الفنان للنحت وموهبته في مجال الهندسة المعمارية. وأوضح المدير العام لمؤسسة ايل غريكو 2014 ،خيسوس كاربوليس «كان غريكو يضع تصوراً لأعماله لكي تنخرط تماما في الإطار المحدد لها، ومن هنا تكمن أهمية رؤية هذه اللوحات في إطارها الأصلي». وأضاف كاربوليس: «بعض أعماله صُمم ليعلق على علو مرتفع، لذا فإن الأجسام فيها لم تكن طويلة جداً، مؤكداً أن الأسلوب التصنعي الذي يتميز به الفنان ليس عائداً إلى خلل في النظر، بل هو متعمد ليعكس مثاله الخاص بالجمال». وفي مرسم تغدق عليه الشمس بأشعتها في جنوب البلاد كان الفنان يستخدم تماثيل صغيرة تتدلى من السقف ليستوحي منها رسم الملائكة الصغيرة في عمل عبادة الرعاة الذي يُعتقد أن الفنان أدخل صورته إليه، بحسب ما ذكر خيسوس كاروبليس. يذكر أن المعرض يحدث لأول مرة في سلسلة من النشاطات التي تُنظم في إسبانيا في الذكرى ال400 لوفاة غريكو، ويليه معرض آخر يبدأ في 24 حزيران (يونيو) ويستمر إلى الخامس من تشرين الأول (أكتوبر) في متحف «برادو» حول تأثير الفنان على فن الرسم في القرنين ال19 و ال20.