في وقت يبدو أن نظام تقاسم اللاجئين المقترح من المفوضية الأوروبية لم يلق قبولاً بعد بين كل الدول الأعضاء ال28 في الاتحاد الأوروبي، شددت المستشارة الألمانية أنغيلا مركل أمس، على حاجة أوروبا إلى تطبيق نظام مشترك في التعامل مع طالبي اللجوء والاتفاق على حصص ملزمة لتوزيعهم في أنحاء القارة، فيما حمّل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الاتحاد الأوروبي مسؤولية أزمة المهاجرين. (للمزيد) وحذر رئيس الاتحاد الأوروبي دونالد توسك من استمرار أزمة الهجرة لسنوات، وناشد الأممالمتحدة والعالم العثور على حل شامل. وتوقعت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة أن يبلغ عدد اللاجئين الفارين عبر البحر المتوسط إلى أوروبا 400 ألف هذا العام ورجحت أن يصل إلى 450 ألفاً أو أكثر في عام 2016، فيما اكتظت الجزر اليونانية بعشرات آلاف اللاجئين. وفي مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء السويدي ستيفان لوفين في برلين، رأت مركل أنه «لا يمكن أن يكون النظام الأوروبي المشترك بخصوص طالبي اللجوء مجرد حبر على ورق يجب أن يوضع موضع التنفيذ. أقول هذا لأنه يحدد الحد الأدنى من المعايير لاستيعاب اللاجئين ومهمة تسجيلهم». وأردفت مركل أن دول الاتحاد الأوروبي بحاجة إلى حل مشترك لأزمة اللاجئين بدلاً من تهديد بعضها البعض. يأتي ذلك غداة تحذير زيغمار غابرييل نائب مركل من أنه إذا واصلت دول شرق أوروبا وأماكن أخرى مقاومة قبول حصتها من اللاجئين، فإن نظام شنغن سيكون معرضاً للخطر. وأكدت المستشارة الألمانية أن أوروبا بحاجة إلى بحث تغييرات في سياستها المتعلقة باللجوء، ذلك أن اليونان وإيطاليا غير قادرتين على استيعاب كل اللاجئين الذين يصلون إليهما. وأعلنت برلين أن ألمانيا قادرة على استقبال نصف مليون لاجئ سنوياً على عدة سنوات. في المقابل، اعتبر لافروف في اجتماع مع مفوضة الاتحاد الأوروبي لشؤون الموازنة والموارد البشرية كريستالينا جورجييفا في موسكو أن تدفق اللاجئين نتج أساساً من سياسات الاتحاد الأوروبي. وأضاف: «على أي حال فإن العدالة تتطلب أن الدول المسؤولة عن إشعال الصراعات يجب أن تتحمل المسؤولية الأكبر في تقديم المساعدات الإنسانية لمساعدة ضحايا (هذه الصراعات)». في اليونان، فتحت السلطات مركزاً جديداً لتسجيل 30 ألف مهاجر غير شرعي قالت الأممالمتحدة أنهم عالقون هناك وفي مواقع أخرى في بحر إيجه. وأعلنت وكالة استقبال المهاجرين اليونانية أنها طلبت من الاتحاد الأوروبي مساعدات طبية طارئة ومعدات ومبلغ يفوق 9,5 مليون يورو لدعم أجهزة الاستقبال في جزر ليسبوس وساموس وكوس وإرسال وحدة عمل إلى كيوس. وأفاد رئيس بلدية ليسبوس، سبيروس غالينوس بأن الضغوط خفت بعد وصول 140 موظفاً إضافياً من أثينا للتعامل مع تسجيل المهاجرين واللاجئين. وقال: «تم تسجيل حوالى 7 آلاف أمس ونتوقع عدداً موازياً على الأقل اليوم (الثلثاء)». وشهدت جزيرة ليسبوس اشتباكات بين الشرطة والمهاجرين أمس، عندما حاول حرس السواحل وشرطة مكافحة الشغب ضبط حوالى 2500 لاجئ أثناء محاولتهم التقدم نحو سفينة استأجرتها الحكومة متجهة إلى أثينا.