يسدل الستار مساء اليوم عن آخر فصول مسابقة كأس ولي العهد، وتتحدد هوية الفريق الذي يستحق التوشح بذهب البطولة «الغالية»، عندما يلتقي الهلال والأهلي على استاد الملك فهد الدولي في الرياض، إذ ستكون موقعة نارية، كما أن الصراع سيبلغ ذروته بين طموحات وتطلعات الفريقين العالية جداً ولن يقبل أي من الطرفين التفريط بفرصة معانقة الكأس الكبيرة، خصوصاً وأن مشواريهما لم يكن سهلاً على الإطلاق فالهلال تجاوز الفيصلي في الدور الأول بهدفين في مقابل هدف وبالنتيجة ذاتها أقصى منافسه التقليدي النصر من ربع النهائي، وتغلب على نجران أخيراً وبشق الأنفس بهدفين في مقابل هدف، فيما كان مشوار الأهلي أكثر صعوبة إذ خاض جميع مبارياته خارج قواعده، إذ كسب هجر أولاً بثلاثة أهداف في مقابل هدفين، وألحق به الفتح بهدفين نظيفين، قبل أن يعبر المحطة الأصعب فريق الشباب في نصف النهائي بركلات الترجيح. مباريات الكؤوس ذات أجواء مختلفة ولها استعدادات خاصة لا تقتصر على النواحي الفنية فقط، إذ يكون الإعداد النفسي في غالب الأحيان أهم بكثير، لذا يسابق الجهازان الإداري والفني الزمن القصير قبل صافرة البداية لتحفيز اللاعبين وتجهيزهم فنياً ونفسياً، ودائماً ما يتفق المدربون على ضرورة توخي الحيطة والحذر مع الدقائق الأولى التي يصنفها النقاد بالأهم في مثل هذه المناسبات، وتبدو أوراق الفريقين واضحة ومكشوفة لكلا المدربين كما أن الاعتماد سيكون على العناصر ذاته التي شاركت في نصف النهائي، وهو التشكيل المثالي للفريق الأزرق ونظيره الأخضر. الهلال قدم عروضاً قوية هذا الموسم، ما جعله يظفر بلقب الدوري باكراً وقبل اختتامه بثلاث جولات، ويحظى بشرف بلوغ المباراة النهائية على كأس ولي العهد لذا لن يتنازل عن ملامسة الذهب بسهولة، وسيرمي مدربه البلجيكي غيريتس بكل ثقل فريقه سعياً للمحافظة على اللقب الذي حققه الفريقان في الموسمين السابقين على التوالي، والهلال متخم بالنجوم القادرة على تسيير المباراة بحسب أهواء المدرب، ويكفي ذكر أسماء ياسر القحطاني ونيفيز ورادوي والفريدي والشلهوب وويلهامسون لتأكيد القوة الضاربة للفريق الأزرق، ويعتمد المدرب الهلالي على تنويع الهجمات من الاتجاهات كافة لزعزعة استقرار دفاعات الخصم ويستند في ذلك على وجود أكثر من لاعب مهاري، إذ يفتح ويلهامسون جبهة حقيقية من اليسار وتارة من اليمين للتخلص من الرقابة الفردية، ونيفيز يهدد بالتسديد من العمق والكرات الثابتة، كما أن ظهيري الجنب عبدالله الزوري والكوري لي يونج لهما أدوار متعددة في الغزو الهجومي، ومتى ما اكتملت جاهزية ماجد المرشدي سيكون الدفاع في أحسن أحواله. وعلى الضفة الأخرى، يحشد الأهلي جميع قواه للظفر بالكأس والعودة إلى معانقة الذهب من جديد بعد غيبة ليست بقصيرة بحسابات الفرق الكبيرة، والفريق قدم عطاءات مقنعة جداً لعشاقه في المواجهات السابقة من البطولة، والمدرب البرازيلي فارياس نجح في إيجاد توليفة جيدة للخطوط الخضراء وان كان واجه انتقادات حادة في بعض تغييراته في مباراة الشباب، خصوصاً سحب المهاجمين مالك معاذ وحسن الراهب في الشوط الثاني، ويفتقد اليوم لأهم عناصره بغياب تيسير الجاسم والعماني أحمد كانو والتونسي سيف غزال، وعلى رغم ذلك لن تقبل جماهير القلعة بغير الفوز والصعود إلى منصة التتويج، ولدى المدرب البرازيلي العديد من أوراق الكسب، إذ يشكل مالك معاذ خطراً حقيقياً يهدد شباك الخصوم طوال التسعين دقيقة وكذلك العائد من الإيقاف الهداف البرازيلي فيكتور، فيما يحتفظ المدرب بالشابين عبدالرحيم الجيزاوي وياسر الفهمي كورقتين رابحتين في الحصة الثانية، وكل ما يقلق الأهلاويين هو الفراغ الذي سيتركه سيف غزال في الخطوط الخلفية والتي عانت في العديد من المناسبات من الهفوات التي صادرت تفوق الفريق وسلبت منه انتصارات كانت تبدو في متناول اليد. حسابات المباريات النهائية في غاية الصعوبة، ويحرص المدربون دائماً وأبداً على التكتيك الفني المعقد جداً للوصول إلى تحقيق الفوز من دون الالتفاف إلى الأفضلية الميدانية أو استعراض المهارات الفردية، وفي غالب الأحيان تأتي المباريات الختامية باهتة فنياً للجماهير المتابعة، ومقنعة تماماً للفريق الذي يلامس أهدافه ويظفر بفرحة صافرة الختام.