«تم قبولي في كلية التمريض في إحدى جامعات منطقة الرياض، بيد أن هوايتي وشغفي بإحدى المهن أجبراني على تحويل مساري إلى الكلية التقنية في الرياض تخصص تصميم أزياء». بهذا بدأت تغريد الزهراني سرد قصة قبولها في مجال التصميم كمتدرّبة قبل أن ينتهي بها المطاف لتمتلك أحد المشاغل في الرياض وتديره بنفسها، إلا أنها لم تبدِ تذمّرها من بعض من يقلل من هذه المهنة، أو كفاءة العاملات فيها، مشيرة إلى أنها راضية عن هذه الخطوة وسعيدة بها، فضلاً عن بدء تحقيقها مكاسب مادية جيدة. وأوضحت الزهراني أنها بدأت الاهتمام بالتصميم والخياطة مبكراً منذ دراستها في المرحلة المتوسطة من خلال مشغل تمتلكه إحدى قريباتها، مشيرة إلى أنها طورت نفسها بنفسها من خلال حصولها على ديبلوم التصميم والأزياء من الكلية التقنية في الرياض، إلى 4 دورات تدريبية في التجميل والأزياء والخياطة، ودورة في الحاسب الآلي وأخرى لتعلم اللغة الإنكليزية. وأشارت الزهراني في حديثها إلى «الحياة» إلى تعدد الخيارات أمامها بعد إتمامها المرحلة الثانوية بقبولها في جامعة حكومية، لكنها فضّلت الاتجاه إلى التصميم والأزياء لتعمل في المجال الذي تفضله. وذكرت أنها التحقت بأولى الدورات في المرحلة الثانوية وكانت في مجال التجميل، لتستمر لاحقاً من خلال الإلمام بالفن الآخر بالدراسة في الكلية التقنية اختصاص تصميم، وتفتح مشروعها الخاص بعد تخرجها بأقل من عام. وأفادت بأن أعوام التدريب التي قضتها في الكلية التقنية حققت لها نتائج إيجابية ومثلت دفعة معنوية لها بمنحها فرص المشاركة في المعارض التي تقام، إضافة إلى عرضها التصاميم والأزياء التي تصممها، مطالبة بضرورة السماح للمتدرّبات بالتطبيق العملي في مشاغل نسائية تُنتقى بعناية بعد التأكّد من كفاءة المشرفات عليها وجديتهن. وأضافت الزهراني: «تصطدم الراغبات في دخول هذا المجال بمعوقات عدة، من أبرزها تدنّي الرواتب لمن تلتحق بالعمل في المشاغل النسائية الخاصة، وعدم وجود عقود عمل ملزمة للطرفين»، موضحة أنها تدير الآن مشغلها الخاص بمساعدة عدد من الفتيات السعوديات وعاملتين أجنبيتين. وبيّنت الزهراني أن عدداً من العميلات يُبدين في شكل دائم إعجابهن بمهارة الفتاة السعودية، وقدرتها على العطاء والإبداع في حال توافر الوسائل المُحفزة لها، مشيرة إلى اتخاذها خطوة جديدة بالبحث عن يتيمات من أجل تدريبهن ومساعدتهن في الحصول على مهنة يستطعن إيجاد وظيفة من خلالها. فهي توفّر لهن الدورات التدريبية والتأهيل مجاناً، ثم تقدّم لهن عرضاً اختيارياً للعمل في مشغلها. وتشير خريجة التجميل فلوة تكروني، إلى أنها اختارت هذا التخصص بسبب شغفها بهذا المجال، وإيمانها التام بمدى الحاجة إليه خصوصاً في ظل عدم وجود عدد كبير من السعوديات اللواتي يعملن فيه، وتقول أن ما شجعها على الإقدام على هذه الخطوة حصولها على وظيفة بعد فترة قصيرة من تخرّجها. وأضافت: «لم أجد صعوبة في التكيّف مع مهمات عملي الجديدة، علماً أن سيدات قليلات كن يفضّلن العاملات الأجنبيات على السعوديات، ثم تبدّلت الصورة تدريجاً بعد تجربتهن التجميل بأيدي سعوديات». وتدرس تكروني إنشاء مشروع خاص في هذا المجال بعدما اكتسبت الخبرة اللازمة، وتسعى إلى الحصول على التمويل من الجهات الحكومية الداعمة للمشاريع الصغيرة. وأكّدت مدربة التصميم والأزياء في الكلية التقنية بالرياض، فاطمة المطيري أن اختصاصَي التجميل والتصميم يشهدان إقبالاً من السعوديات، مشيرة إلى أن الفرص الوظيفية أمامهن كبيرة، خصوصاً في مجال التجميل. وأوضحت أن «خريجات اختصاص التجميل غالباً ما يجدن فرصاً استثمارية في هذا المجال من خلال مشاريعهن الخاصة»، لافتة إلى عوائق تقف في طريق مصممات الأزياء في مقدمتها العدد القليل للاختصاصيات في الخياطة النسائية لتحويل التصميم إلى منتج، علماً أن الفرص الوظيفية أقل مقارنة بالتجميل. وتوضح المطيري أن الكليات التقنية تقبل الطالبات في هذين الاختصاصين منذ العام 2007، وكانت الانطلاقة من كلية الرياض قبل أن تعم الخطوة معظم الكليات التقنية في المملكة، إضافة إلى عدد من الجامعات، مشددة على أهمية التطبيق العملي. وأكدت أن السيدات السعوديات يحرصن على دعم الاختصاصيات في هذا المجال من خلال إقبالهن الكبير على «البازارات في المعارض النسائية».